تبون أغبى رئيس دولة في العالم استجدى زيارة للبرتغال على وجه الاستعجال وأرادها “زيارة دولة”، و كان هدفه الأول والوحيد هو محاولة رشوة دولة أوروبية، عضو في الاتحاد الأوروبي، بغرض التشويش على العلاقات البرتغالية المغربية التي تعرف تطورا واضحا، تم دعمها بعد الإعلان عن الترشيح المشترك بين المغرب وشبه الجزيرة الإيبرية لاحتضان كاس العالم 2030 والزيارة الاخيرة لـ رئيس الحكومة المغربي للشبونة.

فلربما اعتقد جنيرالات الجزائر ان البرتغال، ذات التاريخ العريق، هي مستعمرتها السابقة موزامبيق، وأنه بالإمكان شراء دمم مسؤوليها بالإغراءات والرشاوي و لذلك بعثوا بالرئيس الثرثار والغبي عله يحقق اختراقا، غير ان ما حصل تحول الى كارثة ديبلوماسية، اذ تصرفت الدولة البرتغالية الواعية بأهداف الزيارة المستجدات، فلم تستقبله وفق الاجراءات البروتوكولية لاستقبال الرؤساء.

ذلك أنه لم يستقبل لا من طرف رئيس الدولة ولا من طرف الوزير الأول ولا حتى من طرف وزير الخارجية، وكان أكبر مستقبليه درجة من الناحية البروتوكولية هو سفير الجزائر بلشبونة، ولم ينظم الرئيس البرتغالي لا حفل غذاء ولا حفل عشاء، لأن الزيارة لم تكن مبرمجة من قبل في ميزانية الدولة، والرئيس في البرتغال الديمقراطية لا يتصرف وفق هواه و لا يصرف كما يشاء، و لا يتحكم فيه العسكر بكل تأكيد مند سقوط دكتاتورية سالازار العسكرية.

وفوق ذلك، فقد كان تحرك الجالية الجزائرية الصغيرة في لشبونة كافيا لتنبيه البرتغاليين إلى من هو تبون؟ وكيف هو النظام الجزائري الذي لا يختلف في شيء عن النظام العسكري الدكتاتوري لسالازار الذي تطارده لعنة التاريخ ولعنات البرتغاليين الى اليوم.

 

ومادامت الأمور بخواتمها، فإنه يمكن القول أن تحريك تبون نحو البرتغال، بعد منعه من حضور القمة العربية في السعودية، لم يحقق أي غاية من الغايات التي تم من أجلها، فلا هو غير الموقف البرتغالي المعبر عنه من طرف الدولة البرتغالية مؤخرا و الداعم للحل التفاوضي برعاية الأمم المتحدة والمنوه بجدية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، و لاهو غير شيئا من التحالف المغربي الإيبيري لتنظيم كاس العالم 2030، ولا يمكن له بالتأكيد تغيير المعطيات القائمة على الأرض فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين المغرب والبرتغال، إذ يعتبر المغرب شريكا أساسيا للجارة الإيبيرية.

لقد كان تبون الخاسر الأكبر من هذه الزيارة المفتعلة والمرتجلة والفاشلة، وهناك من دفعوه لاقترافها بالجزائر بالتأكيد حتى يقنعوا أصحاب عمي تبون بأنه فاشل و لا يصلح لولاية ثانية، المغرب لم يخسر شيئا أيها الأغبياء، وربما ربح شيئا مهما يتمثل في اكتشاف المسؤولين البرتغاليين لمن يحكمون في جوارنا ولمرضهم بالمغرب الذي يعمي بصيرتهم وبصرهم.

محمد نجيب كومينة: كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *