لاشك أن حوار تبون المغبون، مع قناة الحريرة المخدوم، لم يكن موجهًا إلى الخارج، بقدر ما كان موجهًا إلى الداخل الجزائري.

سليكي محمد

*كتب ذ. محمد سليكي

لقد إعتاد النظام على نظير هكذا حوار مخدوم، لتجديد ضوباج جنون العظمة، وتنويم شعب سرقت ثروته وثورته.

وقول تبون إن العلاقات بين بلاده والمغربوصلت إلى نقطة اللاعوة، وأن موقف الجزائرهو ردة فعل“. هو كلام للاستهلاك الداخلي فقط.

لقد سعى تبون في مجمل فقرات ذلك الحوار على هواء قناة الحريرة، إلى تنفيس طنجرة مجتمع  جزائري يلغي.

كما لعبت الكابرانة المحجبة، الدور جيدًا.

دور التمثيل على الشعب الجزائري ومنح تبون  فرص السماتش، وإحراز أهداف من ورق في شباك شعب منهك.

الكل يعلم أن الجزائر على عهد تبون، غرقت في ملف عصابة البوليساريو، بعدما أصبحت مسؤولة عن تبني عشرات الآلف من أبناء وحفدة المرتزقة مجهولي الهوية.

لقد تأكد ذلك مع إعلان إسبانيا منح الجنسية لمن كانوا من ساكنة الصحراء المغربية إبان استعمار مدريد للمنطقة قبل عام 1975.

كما أن الجزائر غرقت في بحر تحمل تابعات تدخلها السافر في الشأن التونسي على عهد الرئيس الخفيف قيس سعيد.

تدخلات قادت دولة تونس الى جانب دكتاتورية نظام قيس، الى ملامسة حافة الانهيار.

لذلك كان حوار الحريرة، للتغطية على حقيقة فشل الجزائر الجديدة..

والتغطية لا تكون ذات أثر كما يتوهمها العقل الإعلامي للعسكر إلا بمهاجمة المغرب.

لذلك فإن، تبون الخفيف يعلم كما تعلم مضيفته، أنه يتلاعب فقط بالكلمات حين يتحدث عن علاقة الجزائر الجديدة الرهينة والمملكة المغربية العريقة.

وأن ما يريده، هو إعادة شحن بطارية تحريض الشعب الجزائري الشقيق ضد المروك كما يسميه.

إنه شخص يهوى قول غير الحقيقة دون أن يرف له جفن أو يحمر له خذ

شخص يرف جفنه، أو قل يفقد الوضوء، فقط عندما يوبخه العسكر.

شخص يحمر خذه، عندما تصفعه مكاسب الدبلوماسية الملكية المغربية.

أما عندما ستتحرك ثورة الحراك الاصلي والمبارك في الجزائر..كما سبق أن سماه..فتلك قصة أخرى.

قبل الحديث عن الوجه والقفا في خرجات وريث حقد نظام بورقعة، دعوني أذكر بأن المغرب حكومة وشعبًا يعتبرون إستقرار الجزائر من إستقرار المنطقة.

والجار يبقى جار حتى لو حكمه نظام عسكري بالحديد والنار.

قلت، ان الوجه والقفا، في نظام، اللؤم والعار، تتكشف حقيقته في الليل قبل النهار.

دليل ذلك، أنه، في الوقت الذي يستثمر فيه الاخوة الحقيقيون والجيران الحقيقيون، إطلالة شهر رمضان الكريم، للتسامح وصلة الرحم، يأبي هذا النظام المارق إلى أن يعلن على لسان خادمه تبون، وصول العلاقات الجزائرية المغربيةنقطة اللاعوة“.

لابل ويتأسف عن الوصول إلى  هذا المستوى بين بلدين جارين“.

والحال أن الملك محمد السادس، لم يدع منذ اعتلاء عرش أسلافه المجاهدين، أية فرصة تمر دون أن يمد يده للدولة في الجزائر، لطي صفحة الماضي والتطلع معًا إلى المستقبل من أجل الأجيال القادمة.

فماذا كان الجواب؟ .

تحرش بالمغرب، وتعصب لعقيدة عرقلة المغرب، وقطع العلاقات الدبلوماسية واغلاق الاجواء أمام الطيران المغربيومنع منتخب كروي من دخول الجزائر جوا.

إنه نظام مغلق ومتخلف وحقود، لو كان بإمكانه منع الهواء على المغاربة لفعل دون تردد..

فهل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو من تلذذ عام  1975، بسرقة الإبن المغربي من حضن أمه في الصحراء المغربية، ورمى به إلى خلاء صحراء تيندوف، دون إنسانية.

هل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو من تلذذ بتنفيذ طرد جماعي لمغاربة في الجزائر عند ليلة عيد الأضحى..

هل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو من قطع أواصر العائلة الواحدة عندما أغلق الحدود البرية عام 1994.

هل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو يقطع عن جاره المسلم أنبوب الغاز .

هل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو يرصد مليار دولار من أموال الشعب الجزائري المقهور لشراء ذمم حكام أفارقة لعرقلة نجاحات جاره المغرب.

هل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو ينفق ملايير الدولارات على عصابة من أجل قطع أواصر تراب جاره المغرب.

هل يحق لهذا النظام اللئيم، أن يتحدث عن الجوار، وهو يفرغ خزائن الشعب الجزائري من عائدات البترول والغاز القريبة من الجفاف، على أسلحة الخردة من أجل تهديد جاره المغرب.

وزيد وزيد..

أمام كل هذا وما خفي كان أعظم، يخرج اليوم تبون ليذرف دموع التماسيح على ما آلت اليه العلاقة بين بلدين جارين.

سبحان الله اسي .

لذلك، فإن رهان تبون المغبون من حواره المخدوم على قناة الحريرة، ماهو إلا إلهاء للجزائريين الأحرار عن حلم ثورة قد تخرج في رمضان من رحم سخط شعبي من تمدد مضني لطوابير شكارة السميد والحليب.

إيوا نوض على سلامتك آ تبون.. لقد بلغت ونظامك مرحلة اليأس. والمغاربة إخوة للجزائريين.. وأنت وعصابتك راحلون راحلون .. ولو بعد حين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *