قرأت تقريراً مفيداً وطريفاً أصدره “الاتحاد الدولي للصناعة الصوتية”  (I F PI) وهي منظمة تمثل صناعة الموسيقى في العالم.

يقول التقرير:  يقضي الناس في جميع أنحاء العالم في المتوسط 20.1 ساعة في الأسبوع في الاستماع إلى الموسيقى، وكانت قبل ذلك 18.4 ساعة في الأسبوع.

زاد عدد الساعات لأن وسائل الوصول إلى الموسيقى تطورت كثيراً وبات هناك عالم كامل من الأساليب غير المألوفة لاستكشافها. على سبيل المثال أصبح الهاتف المحمول رفيقاً دائماً لجميع الناس بما في ذلك الأطفال، ويفيد التقرير أن اكتشاف الأغاني  والأصوات الجديدة يمكن أن تثري الناس من جميع الأعمار.

تفيد الدراسات أيضاً أن استعدادنا لاستكشاف موسيقى جديدة أوغير مألوفة يتراجع مع تقدم العمر، حيث ينجذب الناس عندما تتقدم بهم السن ، نحو الموسيقى والأغاني التي تذكرهم بفترات زاهية، أو سنوات الاندفاع لاكتشاف العالم.

على سبيل المثال يقول  بوب سيجر كاتب الأغاني والموسيقي الأمريكي: “موسيقى اليوم ليس لها نفس الروح القديمة، يعجبني القديم خاصة موسيقى الروك أند رول“.

يستخدم الأكاديميون مصطلح “الانفتاح” لوصف استعدادنا لاستكشاف موسيقى جديدة. في جميع مراحل حياتنا، تتضاءل هذه الرغبة.

حتى سن الحادية عشرة يسعد الأطفال التفاعل مع الموسيقى غير المألوفة. تعرف سن المراهقة المبكرة انخفاضاً في الانفتاح، لكنه مصحوباً بزيادة شديدة في الاهتمام بالموسيقى بشكل عام . يزداد الانفتاح قليلاً خلال مرحلة البلوغ، ثم ينخفض مع تقدم العمر، وفي هذا السياق تنخفض الموسيقى التي نستمع إليها من نقطة عالية تبلغ 20% خلال فترة المراهقة، إلى 13% في مرحلة البلوغ.

 يفسر البعض الانخفاض الملحوظ في الاستماع إلى جديد الموسيقي بأن له علاقة بمستوى النضج النفسي والاجتماعي. على سبيل المثال يستخدم المراهقون الموسيقى كعلامة هوية ويتفاعلون معها للتفاعل مع مختلف الأوساط الاجتماعية.

يشير الباحثون كذلك إلى مسألة مهمة تتمثل في التغييرات المرتبطة بالعمر مثل حدة السمع ، حيث ينفر المتقدمون في السن من الأصوات المرتفعة، وبعضهم يعتقدون أن ذلك مجرد صراخ وليس غناء، وبالتالي ينخفض اهتمامهم بالموسيقى أو الموجات الجديدة لدي بعض الفنانين.

يقدم علم الأعصاب بعض الأفكار المثيرة بشأن كيف ولماذا تتطور أذواقنا الموسيقية. في هذا الصدد، يظهر الأطفال الرضع تجاوباً مع الموسيقى التي سمعوها في الرحم.

وبالنسبة للكبار  عندما تعجبهم مقطوعة موسيقية حديثة، مرد ذلك لأنها  تذكرهم بموسيقى أخرى سمعوها، وتنشط الذاكرة خلال الفترات العاطفية في الحياة.

أختم وأقول على المستوى الشخصي، أجمل لحظات حياتي هي الاستماع للموسيقى بعد منتصف الليالي عندما يهجع الكون.         

طلحة جبريل: كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *