نقرأ ونسمع أحياناً تعبير “الإعلام التقليدي والإعلام البديل“.

الذين يستعملون هذا التعبير في اعتقادهم أن “الصحف الورقية والإلكترونية والراديو والتلفزيون” أضحت بعد فورة الشبكات الاجتماعية، إعلاماً تقليدياً، وفي ظنهم أن مفهوم “المواطن الصحافي” الذي ابتكر في أميركا وانتشر في العالم ما يزال مهيمناً.

هذا المفهوم أثار الإعجاب مع بداية زخم الشبكات الاجتماعية في عام 2006 عندما انتشرت شبكة فيسبوك وظهور شبكة تويتر، حيث قيل يومها أن أي شخص يمكنه الآن أن يكتب أخباره وأخبار المجتمع الصغير الذي يعيش فيه سواء تعلق الأمر بالعمل أو الحي أو حتى المدينة التي يعيش فيها، دون حاجة لوسائل الإعلام، لكن سرعان ما تبين أن المهنة (الإعلام) لا يمكن أن تصبح متاحة ومباحة لأي شخص.

إذ الصحافة مهنة وموهبة ولا يمكن أن تكون على غرار مفهوم “الأطباء الحفاة“.

يمكن القول إن الشبكات الاجتماعية لعبت دوراً ضاغطاً على وسائل الإعلام لأنها رفعت سقف الحريات، بل أكثر من ذلك ساهمت في الترويج لوسائل الإعلام، لكن صناعة المضمون يبقى عملاً احترافياً وليس عمل هواة، وفي ظني أن أهل المهنة والتشوهات التي أضحت من سماتها هي التي جعلت رصيدها يتآكل، وتلك حكاية أخرى.

وبهذا الفهم هي حقيقة لا مجازا “صحافة تأكل أبناءها”.           

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *