قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، لقد تشرفت اليوم الجمعة في الرياض، بقراءة الرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى المشاركين في القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية.

وأضاف رئيس الحكومة، سعدت بتمثيل جلالة الملك حفظه الله، في هذه القمة التي عقدت اليوم، حيث تمت مناقشة آلية تطوير سبل التبادل والخبرات بين الجانبين العربي والصيني، ومواجهة التحديات والمتغيرات الدولية الراهنة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أوالثقافي، بما يعود بالنفع على الدول العربية والصين والعالم أجمع.

وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن ما تواجهه دول المنطقة العربية من تحديات تهدد أمنها واستقرارها، مرده في بعض الحالات، مع الأسف، إلى سياسات وسلوكيات بعض الدول العربية تجاه البعض الآخر.

رئيس الحكومة ضمن قادة الدول المشاركة في القمة
رئيس الحكومة ضمن قادة الدول المشاركة في القمة

وأبرز جلالة الملك في خطاب موجه إلى القمة العربية الصينية الأولى التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، أنه لا يمكن تجاوز هذا الوضع المليء بالمخاطر دون الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، والامتناع عنالتدخل في شؤونها الداخلية.

وأشاد صاحب الجلالة، في هذا الخطاب الذي تلاه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بحرص جمهورية الصين الشعبية، على دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية، ومساندتها لتجاوز الأزمات التي تشهدها، والحد من تداعياتها، وذلك بما هو مشهود به للدبلوماسية الصينية من حكمة ورزانة، تسهم في التقريب بين وجهات نظر الفرقاء، وتغليب فضائل الحوار، لتجاوز واقع الاضطراب وعدم الاستقرار الذي تعاني منه بعض الدول العربية الشقيقة”.

وأوضح جلالة الملك، في هذا الصدد، أن دعم الصين الراسخ للقضية الفلسطينية العادلة، يعتبر مكسبا دوليا ثمينا، من أجل إيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية، في إطار قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالقدس الشريف.

رئيس الحكومة
رئيس الحكومة

وفي هذا الإطار، يضيف صاحب الجلالةوبصفتنا رئيسا للجنة القدس، لا يسعنا إلا أن نثمن عاليا دعم الصين الثابت للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، ورفضها لاتخاذ أي قرارات أحادية الجانب، من شأنها أن تقوض جهود إحياء عملية السلام، وإبعادملف القدس عن طاولة المفاوضات، وعزله عن ملفات الوضع النهائي”.

وأبرز جلالته أن هذا العزل سيزيد من توتر الأوضاع وتعقيدها في الوقت الذينسعى فيه، مع كل القوى المحبة للسلام، لتوفير الظروف الملائمة، لتغليب خيار السلام، وعودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات.”

من جهة أخرى، قال صاحب الجلالة إن القمة العربية الصينية الأولى تشكل لحظة قوية في مسار التعاون العربي الصيني، وحدثا تاريخيا ومنعطفا مهما في العلاقات بين الجانبين، معتبرا جلالته أن هذا اللقاء يمثل أيضا فرصة سانحة لإضافة لبنة جديدة إلى صرح العلاقات التقليدية القوية القائمة بين العالم العربي والصين.

وأوضح جلالة الملك، بهذه المناسبة، أن القمة تعتبر مناسبة لاستشراف الآفاق المستقبلية للتأسيس لشراكة متميزة، مؤكدا حرص جلالته على أن تحتل مكانة مرموقة في خارطة علاقاتمنطقتنا العربية مع مختلف شركائها، من دول وتجمعات ومنظمات إقليمية وقارية”.

كما تشكل القمة، يضيف صاحب الجلالةموعدا لاستحضار الأبعاد الحضارية، والروابط التاريخية، التي استندت على شبكة علاقات إنسانية وتمازج ثقافي مثمر، وتأثير إيجابي متبادل، في إطار طريق الحرير القديم”.

رئيس الحكومة ضمن قادة الدول المشاركة في القمة
رئيس الحكومة ضمن قادة الدول المشاركة في القمة

وأبرز جلالته أن هذه العلاقات العريقة التي نسجت من خلال هذا التلاقح الثقافي والحضاري الذي امتد عبر الزمن، وربط الماضي بالحاضر، تستشرف المستقبل اليوم، في تعاون متجدد ومستمر، لعل أبرز تجلياته هو التعاون العربي الصيني القائم في إطار مبادرة الحزام والطريق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *