كان للخطاب الملكي بمناسبة تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، وقع مُزلزل على النظام الجزائري، ليس فقط بسبب تركيزه على البرامج التنموية بالصحراء المغربية، بل كذلك، بسبب تأكيد الخطاب الملكي على عزم المغرب المضي قدما في إنشاء أنبوب الغاز المغرب نيجيريا، وهذا بالذات ما يقض مضجع الجارة الشرقية.

 فرغم أن المشروع يهم بلدان هما المغرب ونيجريا، إلا أن أحد الأبواق الدعائية للجارة الشرقية، حشرت أنفها فيه، وتحدثت عما وصته زورا وكذبا بـ”الحلم المغربي في إقامة المشروع“.

  ولأن تأكيد عزم المغرب على المضي قدما في  مشروع أنبوب الغاز المغرب نيجيريا جاء على لسان أعلى سلطة في المغرب،  الذي هو الملك محمد السادس، فقد كانت الضربة موجعة و أقوى بالنظر إلى أن كلام الملك لا يحتمل التأويل، بل هو صريح وجدي وصادق.

نعم المغرب ماض في إنجاز هذا المشروع الضخم.

ومن هذا المنبر نؤكد أن هذا ليس حلما بل واقعا وهو ما يغيض حكام  الجزائر.

للتذكير، فإن الجزائر سبقت المغرب في التفكير في إنشاء أنبوب غاز مع نيجريا منذ سنة 2009،  لكن لم تتوفر لديها الإرادة في الذهاب به بعيدا، وهو ما يفسر سر جرجرة الفكرة إلى يومنا هذا.

 و ما  أن أعلن المغرب أنه وقع اتفاقية مع نيجيريا لإنشاء أنبوب الغاز العابر لـ15 دولة، على امتداد 6000 كلم، تحرك النظام الجزائري لبعث الفكرة من الرماد، ليس في إطار مشروع استراتيجي مبني على رؤية وأهداف، بل  من أجل مزاحمة المغرب على مشروعه مع نيجيريا.

هكذا، تغدو التنمية بالمغرب مصدر ضغينة لدى الجارة التي لم تعد مرتاحة للمسيرة التنموية بالمغرب.

في الوقت الذي يشق المغرب طريقه نحو التقدم والنماء في كل ربوعه من شماله إلى جنوبه، وفق رؤية واضحة، يواصل النظام الجزائري الانشغال بالمغرب وبما يحققه من ازدهار..

لا يهدأ له بال، بل يتصيد أية فرصة لتوجيه سهام الحقد نحو المغرب..

والمغرب لا يبالي بما تكتبه أقلام الضغينة للأبواق الدعائية للنظام الجزائري.. بل يواصل طريقه بثبات نحو التنمية و المستقبل.

وكان الملك محمد السادس، أكد في خطاب المسيرة  “يسعدنا اليوم، أن نسجل التقدم الذي يعرفه هذا مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب ، طبقا للإطار التعاقدي، الذي تم توقيعه في دجنبر 2016“.  

وقال الملك إن “مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال، تشكل لبنة أساسية في مسار إنجاز المشروع“.

ويعكس هذا التوقيع التزام البلدان المعنية، بالمساهمة في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي، وإرادتها السياسية لإنجاحه، بحسب منطوق الخطاب الملكي..

وتابع الملك أن هذا المشروع هو “مشروع من أجل السلام، والاندماج الاقتصادي الإفريقي، والتنمية المشتركة: مشروع من أجل الحاضر، والأجيال القادمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *