*جواد مكرم 

سارع نظام العسكر في الجزائر في رد فعل طائش إلى تقديم هدية فوق طبق من ذهب إلى المملكة المغربية، عندما عبر عن نيته في عدم تجديد الاتفاقية المتعلقة بأنبوب الغاز الذي يعبر  المغرب في اتجاه أوروبا وتحديدًا إسبانيا.

وجاء القرار الجزائري، الذي يضرب في الصميم إقتصاد الجزائر المهنك، في إطار القرار الأحادي الجانب الذي اتخذه نظام الجنرال شنقريحة، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.   

ويرى محمد نجيب كومينة، الممحل السياسي والاقتصادي، “أن النظام الجزائري بعدم تجديده الاتفاقية المتعلقة بأنبوب الغاز مع المغرب، يكون قد اتخذ  قرارًا عقابيا ضد الجزائر و قدم هدية ثمينة للمغرب”.

وأضاف بهذا التصرف يكون “النظام الجزائري قد جنب المغرب أي مشكلة على هذا الصعيد مع إسبانيا و أوروبا وحرره من الحرج و مكنه من ربح”.

وأوضح كومينة في مقالة تحليلة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي: “أن رد فعل النظام الجزائري جاء بعد تصريح مديرة المكتب الوطني للمعادن والهيدروكاربورات التي قالت فيه إن المغرب مستعد لتجديد الاتفاقية المتعلقة بالانبوب مع الجزائر، المتضمن لإشارة مفادها أن ليس في نية المغرب العمل على خنق الاقتصاد الجزائري المخنوق أصلا، من باب إنا عكسنا”.

ووصف المحلل الاقتصادي التصرف الجزائري بـ”العشوائي، بل غبي، الذي لا يمكن أن يصدر عن رجال دولة حقيقيين يراعون مصالح بلدهم في الآن و ينظرون إليها في إمتداد الزمان”.

وتابع، “الأنبوب العابر للمتوسط مباشرة نحو الميريا انطلاقًا من الجزائر الذي أنجزوه، بكلفة باهضة جدًا والذي سيكون باهض الكلفة ايضا، لا يمكن أن يقوم مقام الأنبوب العابر للمغرب، وهذا ما سيتطلب من الجزائر تعبئة وسائل نقل ضخمة بحرية لتغطية الطلب بكلفة إضافية، علما بأن إسبانيا اتجهت قبل هذا الوقت إلى التزود بالغاز الأمريكي المسال”.

وأبرز، “أن الغاز لايحقق نفس العائدات التي يحققها البترول، لأن ثمنه الذي يتبع تغيرات هذا الأخير indexé، قد بلغ كأعلى سعر 5 دولارات للمتر المكعب، و هو سعر غير قابل للتكرار في ظل معطيات السوق الحالية والتوقعات المستقبلية المستوعبة للتحول الطاقي الجاري في العالم”.

وأشار إلى أن حاجيات المغرب”ستتم تغطيتها نسبيا بالاحتياطي المكتشف و بالتزود من نيجيريا والغابون وغيرهما، وهذا ما يتناسب مع توجهه الافريقي وعلاقاته القوية مع بلدان غرب افريقيا”.

وخلص إلى القول :”نحن الآن أمام تصرفات ليست لها أدنى علاقة بالعقل والتعقل و منطق الدول المسؤولة التي تحسب لمصالحها اولا. و الاكيد أن التحاق العمامرة بشنق ريحة و تابعه تبون وراء ذلك. هم يعرفون أنهم لايملكون أوراق ضغط صالحة، لذلك يلجأون للتخربيق لتموين الإعلام التافه الذي جعلوه يتصرف ككلاب بافلوف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *