تنطلق يوم الثلاثاء المقبل، فاتح نونبر2022، القمة العربية الـ31، التي تستضيفها الجزائر، في أجواء متوترة من أبرز سماتها غيابات وازنة لملوك وأمراء العديد من الدول العربية.

وهذه هي المرة الرابعة التي تحتضنها الجزائر، في تاريخ القمم العربية التي وصل عددها إلى 49 قمة، على مدى 76 عاما.

واستضافت الجزائر آخر قمة عربية قبل 17 عاما، اي في عام 2005.

القمة، التي أثارت الكثير من الجدل بحكم أنها ستنعقد في بلد لا تربطه علاقات حسن الجوار بل علاقات متشنجة مع العديد من البلدان العربية.

خلق وما يزال يخلق العديد من المشاكل والمتاعب لجيرانه وأشقائه العرب.

أنشأ “كيانا وهميا في تندوف تقوده ميليشيات عسكرية  تتولى دعمه بالمال والسلاح لمحاربة المغرب.

فتح المجال واسعا أمام إيران لكي تمدد نفوذها في المنطقة وتساهم في تسليح وتدريب عناصر (بوليساريو)، ونشر التشيع.

 حرص على إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية ضدا على الإجماع العربي المناوئ لنظام بشار الأسد الذي ارتكب مجازر في حق الشعب السوري وشرد مئات الآلاف منهم.

استقبل الرئيس الإثيوبي في عز الخلاف المصري الاثيوبي حول سد النهضة، في سلوك مستفز للقيادة المصرية.

لم يعد العرب يراهنون  كثيرا على القمة في الخروج بقرارات ومخرجات من شأنها أن تعالج الإشكالات والتحديات المطروحة على الدول العربية، ومنها أساسا الخلافات العربية-العربية، التهديدات الأمنية،  الخطر الشيعي، الأمن المائي والطاقي والغذائي..

ورغم القضايا المصيرية التي تواجهها الأمة العربية، والتي كان من المفروض أن تُسهم القمة في طرحها ومعالجتها، اختزل النظام الجزائري محور القمة في قضية واحدة هي القضية الفلسطينية، التي جعل منها سجلا تجاريا يحاول توظيفها لأغراض دعائية ليس إلا، في الوقت الذي تٌغيب فيها قضايا مصيرية عن جدول أعمال القمة كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

وهكذا، وفي سياق تضليلي، سارعت قيادة الجزائر، قبل انعقاد القمة العربية بأيام قليلة، إلى جمع فصائل فلسطينية على عجل للحديث عن مصالحة مزعومة على “الورق” وأخذ الصور لقيادات الفصائل، في  مسرحية مُثيرة لم تنطو خلفياتها على أحد من القادة العرب، بل حتى على أحد من المسؤولين الجزائريين أنفسهم.

وكل ذلك من أجل التمويه وإبراز “الإنجاز العظيم” للدبلوماسية الجزائرية، في تحقيق المصالحة الفلسطينية ووضع هذه “القضية” في صدارة جدول أعمال اجتماعات القمة.

لو كان مجرد اتفاق مبدئي على المصالحة يُفضي إلى مصالحة فعلية لتحققت المصالحة الفلسطينية منذ زمن طويل…فالجزائر ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة الراعية للمصالحة الفلسطينية..

والحقيقة أن النظام الجزائري يسعى إلى توظيف ورقة المصالحة من أجل التغطية على فشله في تحقيق الإجماع العربي حول عقد القمة بالجزائر. البلد الذي يُصر على الإبقاء على عدائه للمغرب وقطع العلاقات معه من جانب واحد دون أي مبرر.. 

لقد أصبح شبه مسلم به أن القمة فشلت حتى قبل أن تبدأ، بعدما أعلن رؤساء وملوك ست دول على الٌأقل عدم حضورهم.

وبالتالي، فإنه مهما ادعى النظام الجزائري أن القمة ستنجح رغم انخفاض مستوى التمثيلية، فإن ذلك ليس سوى من باب الادعاء.

وانطلقت الأربعاء الماضي أولى الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الحادية والثلاثين.

وتوجه وفد الأمانة لجامعة الدول العربية، الثلاثاء، إلى الجزائر للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية.

واجتمع أمس الخميس كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على أن يعقد اليوم الجمعة  28 أكتوبر اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، ثم اجتماع وزراء الخارجية يومي 29 و30 أكتوبر، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية يومي الأول والثاني من نونبر المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *