ثمة علامات استفهام كبيرة حول جدوى انعقاد القمة العربية بالجزائر، في ظل غياب ستة رؤساء دول عربية على الأقل، إلى حدود الآن.

وهل يمكن للقمة أن تنجح حتى مع انخفاض مستوى تمثيلية الدول؟

لقد أبلغ خمس قادة عرب الجزائر، قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنهم لن يشاركوا في القمة.

ما المنتظر، إذن، من هذه القمة في ظل توقعات بأن ينخفض ثقلها السياسي والدبلوماسي من مستوى قمة، إلى مجرد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية؟

ماذا ستكون رهاناتها السياسية والاقتصادية و”الاستراتيجية”؟

ماذا ستكون مخرجاتها، في ظل الغياب الوازن لتمثيلية دول عربية أساسية؟

شيئا فشيئا بدأت تتضح معالم فشل قمة الجزائر. كان ثمة أمل في إنقاذها بعدما تحركت بعض الدول العربية والخليجية تحديدا، لإقناع الجزائر بضرورة عقد المصالحة مع المغرب قبل موعد القمة، لكن دون جدوى.

فحقد النظار العسكري الجزائري للمغرب يتجاوز كل الحدود..

لكن الأغرب هو كيف سمحت الجزائر لنفسها أن تستضيف القمة العربية وهي ترفض وساطات الصلح مع المغرب؟ وهل كانت مُقتنعة باحتمال نجاح القمة مع الإبقاء على علاقاتها مقطوعة مع المغرب؟

من المؤكد أن الجزائر ورطت الجامعة العربية، بعدما قبلت الأخيرة بأن تستضيف الجزائر القمة العربية، رغم غياب الشروط الضامنة لنجاحها. وأول هذه الشروط التوتر الذي خلقته الجزائر في علاقتها مع المغرب.

وتعنت النظام الجزائري في مواصلة قطع علاقاته من جانب واحد مع المغرب، دون مبرر.

لقد منحت الجامعة العربية الضوء الأخضر للجزائر لاستضافة القمة على أمل أن تُراجع الجزائر أوراقها وتصحح أخطاءها تجاه المغرب والعديد من الدول العربية الأخرى.

لكن الجامعة العربية اصطدمت برفض الجزائر للمصالحة مع المغرب وإصرارها على قطع علاقاتها مع المغرب والإبقاء على حدودها الجوية والبحرية والبرية مغلقة مع البلد الجار.

ومن هنا، فإن المسؤولية  في فشل القمة العربية ،تقع أولا وأخيرا على الجزائر.

منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، عقدَ القادة العرب 40 اجتماعَ قمة.

 توزعت بين 28 قمة عادية و9 قمم طارئة و3 قمم اقتصادية.

ورغم كل ما قيل وما يمكن أن يقال عن هذه القمم، ومخرجاتها، فقد انعقدت وخرجت بتوصيات.

وانعقدت آخر قمة عربية بالأردن يومي 28 و29 مارس 2017.

يتأكد، مع انطلاق العد العكسي لانعقاد القمة العربية  في الجزائر يومي فاتح و2 نونبر المقبل، خطأ المراهنة على الجزائر لاستضافة قمة عربية تحمل كل بذور الفشل.

بلد يعيش احتقانا داخليا رهيبا. وفتح باب العداوة مجانا مع المغرب لتصريف هموم شعبه ومشاكله الداخلية..

 والأدهى من كل ذلك، أنه يُصر على الإبقاء على هذه العداوة حتى وهو مُصر على عقد القمة العربية، في قمة المفارقات..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. الشعار لم الشمل. وما يعملون عليه هو تشتيث الامة العربية.
    هدا لا ينمكن ان يصدر الا عن حكام وصفوا مند عقود ب: “عشرة في عقل”
    المغرب يعمل و الجزائر تنبح و تبهرج لتغطي عن فشلها في اقامة دولة حقيقية.