بعد فشلها في إنجاح التجربة الوحدوية مع حزبي الطليعة والمؤتمر، انخرطت زعيمة اليسار الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب في تجربة “وحدوية” جديدة مع حزب التقدم والاشتراكية، الخارج، بدوره، من تيه التحالف مع الإسلاميين.

أحزاب اليسار التي عانت وتعاني التشرذم والتقسيم، أثبتت فشلها في جهود التنسيق والتوحد، بفعل طغيان الأنانيات والمصالح الذاتية.

لعبت هذه الاحزاب على اكثر من حبل. وتلونت بألوان اليمين والوسط.

وانخرطت في تحالفات حكومية هجينة، وهي تلهث وراء مصالح وامتيازات ذاتية آنية، تاركة وراءها أحلام الوحدة.

ذاب مشروع وحدة اليسار وسط خلافات الزعماء، الذين يؤمنون بكل شيء إلا بوحدة اليسار.

لأن لا أحد من هؤلاء الزعماء على استعداد للتفريط في دكانه السياسي. فهو ملك خاص.

ولذلك سيبقى “الحزب اليساري  الكبير” مجرد وهم، يتم استحضاره في أوقات “الحصلة” والفراغ.

انفرط عقد فيدرالية اليسار بعد رفض زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد أن تخوض انتخابات 2021 تحت يافطة الفيدرالية.

واليوم تقرر خوض تجربة جديدة مع التقدم و الاشتراكية.

 واحتضن مقر التقدم والاشتراكية اليوم الثلاثاء اجتماع المكتبين السياسيين، في افق ترسيم مشروع التنسيق بين الحزبين في عدد من القضايا.

الهدف: خلق “رجة في الحياة السياسية الوطنية“.

وكذا التأسيس لحركة اجتماعية مواطنة لتحريك المجتمع المغربي.

قلنا في مقال سابق  إن محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لم يجد ما  يُشغل به نفسه ويُلهي به مناضلي الحزب، قيادة وقواعد، في هذه المرحلة الحساسة التي يمر منها الحزب، إلا بحلمه الجديد في “لم شمل” ما تبقى من اليسار.

وأكد أن الهدف هو: البحث في إمكانية توحيد الرؤى وإيجاد الصيغ الممكنة لتنسيق المواقف، في أفق بلورة بديل ديمقراطي تقدمي.

نبيل بنعبد الله اكتشف أهمية توحيد جهود اليسار بعد تحالف استراتيجي مع حكومة بنكيران (2011-2016)، حيث شارك بمناصب وزارية وازنة، قبل أن يتخلى عنه الفريق الحكومي الجديد بقيادة سعد الدين العثماني في النسخة الثانية من حكومة (البيجيدي).

ولأن ما بني على باطل فهو باطل.. فليست هناك أدنى شروط تضمن نجاح التجربة الجديدة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *