لذلك إنتفض مغاربة في تصريحات لجريدتنا، ضد إغراق المجتمع في التفاهة وطالبوا بردع الملالي وأمثاله من صناع التفاهة.

لئن كانت الشهرة في أوقات سابقة، وفيما مضى من الأجيال، تقترن بالقيمة العلمية والأدبية والفنية للشخص، فإنها أصبحت اليوم حكرا على “التافهين”.

اليوم، في عالم الثورة المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة، أصبح كل شخص مرشح لأن يكتسب النجومية والشهرة، بأسهل الطرق الممكنة وبأقل الوسائل والإمكانيات.

كل من هب ودب باستطاعته أن يصبح مشهورا وفي ثوان معدودة، ودون عناء السفر في التحصيل العلمي والمعرفي وفي التفكير والإبداع.

تكفي قهقهات أو ضحكات أو بضع تصريحات مبعثرة وغير منسجمة، أو إيحاءات، لكي يتحول شخص ما إلى إنسان مشهور.

نحن في زمن التفاهة، حيث القيمة للرداءة والانحطاط، في الوقت الذي تراجعت فيه صورة الإنسان المسؤول والمتخلق والمثقف المبدع والشخص الخلاق.

 وحده “الفيديو” يخلق الحدث

لا مشقة البحث والتحصيل ولا الإبحار في عالم الكتب ولا مشقة الدراسة تخلق الشهرة. 

التفاهة تصنع مشاهير مزيفين، لا يملكون من المهارات سوى المنحط من الكلام والإشارات… 

مناسبة هذا الكلام، ما تفوه به شخص يسمى” الملالي” ابتدأ من حفار للآبار إلى صاحب أجمل ابتسامة بالعالم بموقع “تيك توك”، من كلام ساقط في حق  ثوابت الأمة ومؤسسات الدولة.

 وهي جرائم نشر قوبلت باستهجان المواطنين، واستنكارهم لهذه الظاهرة الغريبة التي بدأت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي.

ما أن يكتسي شخص شهرة في رمشة عين، إلا ويصنع لنفسه جناحين يطير بهما في سماء الرداءة والتفاهة، طالقا العنان لتصريحات شاذة ومنحرفة.

لقد أكد عدد من المواطنين رفضهم لما صدر من هذا الشخص الذي تجاوز كل الخطوط المسموح بها في مجال حرية التعبير.

وقال هؤلاء، في تصريحات لـ le.ma، إن الشخص المذكور بدرت عنه تصرفات وكلام غير مسؤول.

وذهب البعض الآخر إلى حد وصف ما بدر منه من كلام بالأرعن والمنحط وغير المقبول.

وتأسفوا أن بعض الأشخاص ما إن يرتدوا زي الشهرة المزيفة، إلا و يبدؤون في الطعن في الأشخاص والمؤسسات والسب والمس بالمقدسات.

وطالب العديد منهم بتطبيق القانون حينما يتم تجاوز الحدود.  

وحملوا المسؤولية لغياب ضوابط قانونية تمنع انتشار مثل هذه الظواهر.

ردع الملالي وأمثاله

في زمن “ البوز“، والبحث عن المال السهل والسريع.

 الكل يبحث عن الظهور وتسجيل الحضور في الفضاء الأزرق، من خلال الانفتاح على كل ما هو عبثي وفضائحي.

ما يهم هؤلاء، في نهاية المطاف هو ضمان عدد “اللايكات” والمشاهدات والتعليقات، وهذه هي المعضلة.

وعززت تكنولوجيات المعلومات والاتصال عنصر التفاهة في مجتمعات اليوم.

اليوم، يكفي أن يُنشئ شخص صفحة فيديو، ويبدأ في نثر الكلام والتعليقات والضحك.. ليُصبح مشهورا.. ويكسب مالا كثيرا.

النتيجة هي أن التفاهة أطرت المجتمع فأصبحت أخبار “نجوم” الفيديو تتصدر سائر الأخبار الأخرى..

لذلك انتفض مغاربة في تصريحات لجريدتنا، ضد إغراق المجتمع في التفاهة وطالبوا بردع ما وصف بنجم تبكنوك الملالي وأمثاله من صناع التفاهة.

تفاصيل أوفى في الربورتاج التالي:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *