بدأت تتضح معالم إلغاء القمة العربية التي كان من المقرر أن تنعقد بالجزائر في فاتح نونبر المقبل.

ورجحت مصادر داخل الجامعة العربية وجود توجه لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومصر نحو إلغاء القمة، بسبب النزعة العدائية للجزاىر تجاه المغرب، والتي تكرست قبل أيام خلال انعقاد القمة اليابانية الافريقية (تيكاد8)، حيث ورطت الجزائر تونس في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، من خلال جرها إلى موقفها المعادي للوحدة الترابية للمملكة.

وراكمت الجزائر سلسلة أخطاء تجاه الدول العربية على بعد أسابيع فقط من انعقاد القمة، آخرها استقبال رئيس الجمهورية الجزائرية للرئيس الاثيوبي أحمد أبي، في ذروة النزاع المصري الاثيوبي حول سد النهضة.

ورغم الفرصة التي اتيحت للجزائر من أجل تدارك أخطائها بعد تأجيل القمة العربية في مارس الماضي، إلا أن حكام الجزائر لم يستوعبوا الدرس، بل تمادوا في مواقفهم العدائية تجاه المغرب ومواقفهم المناهضة لمصالح الدول العربية.

ففي الوقت الذي تتواصل فيه طهران سلسلة مؤامراتها  في المنطقة العربية، عززت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع ايران ، وأصرت على إدراج عودة سوريا المدعومة من طرف إيران ، إلى الجامعة العربية، في تحدي صارخ للتوجه العربي، وفي محاولة لزرع النفوذ الإيراني داخل الجامعة العربية.

وفي الوقت الذي كان من المفروض أن ترسل الجزائر إشارات قوية تجاه الدول العربية وتنحو نحو  “التهدئة” ونحو  تحسين علاقاتها مع جيرانها المباشرين، وتطبيع علاقاتها الثنائية مع المغرب، واصلت نهج سياستها التصعيدية تجاه المملكة المغربية، من خلال رفض كل الوساطات التي انخرطت فيها دول عربية شقيقة، على رأسها المملكة العربية السعودية.

وفي الوقت الذي كان من المفروض ان تنكب القمة العربية على مناقشة القضايا الحساسة والتحديات المطروحة أمام الدول العربية، أصرت الجزائر على إدراج نقاط لا تحظى بالأولوية بالنسبة إلى الدول العربية.

ورغم كل العوامل الموضوعية التي تجعل الجزائر غير مؤهلة لعقد القمة العربية المقبلة، إلا أن الجزائر ما فتئت تؤكد أنها تواصل التحضير لعقد القمة بعد تأجيل انعقادها على مدى الثلاث سنوات الماضية.

ومن بين الانتقادات الموجهة للنظام الجزائري أنه يسعى إلى احتضان القمة العربية على سبيل الاستعراض واستعادة ” الشرف” المفقود للدبلوماسية  الجزائرية، أو ما تبقى منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *