عبد الرحمان صديق*

 

حتى لا يتحول طلب الرزق إلى ارتزاق ويضيع معنى الحياة والرسالة المفترضة.. أميل إلى من يقول ويعترف بأن الاجتهادات المطروحة، في المعرفة وغيرها، تنفتح دائما على من يقدر على دحضها.. لذلك تمنحنا أحوال مجتمعنا الحالي وصفات كثير من المنتسبين إليه البارزين وغيرهم (مع الأسف)مشروعية تصور ما يجري:

ففي الميدان الذي نتفاعل فيه بين بعضنا البعض يبدو لنا، أحيانا، أننا نبتعد -بوعي أو بدون وعي- عن عمق إنسانيتنا… فنحن بدل أن نستخرج من ذواتنا تلك الطاقة الخلاقة، القادرة على الفعل والعطاء، ضمن مفهوم يعطي معنى لرسالتنا (كموظفين) وكفاعلين وناشطين في المجتمع الإنساني الذي ننتمي إليه… نختزل إنسانيتنا، مع الأسف، في كوننا نعمل من أجل مرتب في آخر الشهر.. أو أي منفعة معنوية أو مادية أخرى، على المدى القريب أو البعيد..

فتضيق الشقة بين صفاتنا وصفات “المرتزق” ويتقزم عملنا ومشروعنا؛ بل إن جهات معينة معروفة تحاول -وكثيرا ما تنجح كثيرا- تحويل الأفراد إلى مجرد باحثين عن امتيازات هنا وهناك…

ويضيق أفق المجتمع بضيق أفق رأسماله البشري.. فيأتي مأزق أحوالنا غير المشرّفة نتيجةً طبيعية لكل ذلك..

***
*أستاذ وفاعل جمعوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *