كشف الولايات المتحدة عن خطاب تبون الموجه لكاتب الدولة الأمريكي بلينكن عرى حالة الهديان التي يعاني منها الموظف الذي وضع على رأس الدولة الجزائرية من طرف الجنيرالات.

ليس المهم في الخطاب هو حديث تبون مع بلينكن عن الحليب، وإنما تأكيده له بأن الدولة الجزائرية، المعروفة بارتباطاتها، تشبه الولايات المتحدة وتتفق معها في كل شئ، كذا، اَي بما في ذلك موقفها حاليا في الصراع الجاري مع روسيا في الحلبة الاوكرانية، إلا في موضوع واحد  هو المغرب.

وهنا يكمن الأهم، الذي لن يفوت روسيا أن تسجله، حيث  عمل على إقناع محاوره بأن المغرب مثل روسيا حاول ويحاولالتوسع على حساب جيرانه في الجزائر وموريتانيا، كذا، واضعا بذلك بلده، وأيضا موريتانيا التي لا حق له في التحدث عنها في لقاء من هذا القبيل، في موقع شبيه باوكرانيا.

وأعتقد جازمًا أن بلينكن قد كتم ضحكة وهو يسمع هديان الرجل الذي لايرقى الى مستوى حديث رئيس دولة و يسجل تناقضاته التي تعكس حالة سكيزوفرينيا لا شفاء منها.

ولربما هذا ما دفع إلى نشر ماقاله تبون كي يقرأه الروس والصينيون والأوروبيون والاسرائليون، الذين قال تبون إن لا مشاكل له معهم، و أيضا الشعب الجزائري الذي سيعرف من الآن فصاعدًا أن نظامه يشتري السلاح من روسيا و يتفق مع أمريكا أو يتملقها..

ومن المؤكد أن تبون لم يتوقع أن تكشف الخارجية الأمريكية عما قاله، وربما لم يكن على علم بأن الأمريكيين كانوا يسجلون أقواله، وربما فرض عليه التسجيل وقبل.

*محمد نجيب كومينة (كاتبصحفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *