*جواد مكرم

قال إدريس الكنبوري، المفكر المغربي المتخصص في الإسلام السياسي، “شرع أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران في بث حلقات تحت عنوان “آية استوقفتني”. وقد استوقفتني هذه الحلقات وتساءلت: لماذا العودة إلى القرآن في هذا الوقت”.

وأضاف الكنبوري، “أعتقد أن بنكيران تذكر أيام الخطابة والدعوة؛ بعدما غرق في السياسة حتى الأذنين إلى درجة أن الناس لم تعد تعرف ماضيه الدعوي؛ وهناك جيل جديد لا يعرف فيه سوى السياسي المراوغ”.

 وتساءل المفكر المغربي:” لكن هل هو حنين إلى الجلسات التربوية؟ إلى ماضي الحركة الإسلامية التي فقدت رجلا هي التربية وأصبحت تمشي برجل واحدة هي السياسة؟ أم هو نوع من النقد الذاتي يمارسه الرجل بعد ممارسة سياسية طويلة لم تثمر”.

وتابع، “من يعرف بنكيران يعرف فيه خاصية أساسية قد لا توجد في غيره؛ وهي الصدق؛ ولكن الصدق ليس من الضروري أن لا يصحبه نوع من التهور في المواقف السياسية”.

الكنبوري: مصير الجزائر لفظ البوليساريو وموقف مدريد تاريخي (حوار)

وتوجه الكنبوري إلى إبن كيران بالقول: “والسؤال الذي يطرح: لماذا لم تستوقفك آيات كتاب الله عندما كنت في السلطة؟”، مضيفا” كثيرون سيطرحون هذا السؤال على رجل كان رئيس حكومة في ظروف تكاد تكون مناسبة؛ وكثيرون يلاحظون أن حزب العدالة والتنمية مارس السياسة وهو في السلطة بنفس غير دعوي”.

ومضى قائلا:”ما يقوم به بنكيران اليوم هو بمثابة عودة إلى الثمانينات والتسعينات؛ عندما كانت الدعوة طريقا إلى السياسة؛ وكانت الحركة قنطرة إلى الحزب؛ وبعد التراجع الذي مني به الحزب وخفوت شعبيته بسبب عشر سنوات من السلطة ربما يحاول الرجل أن يعيد الكرة من جديد؛ أي إعادة الانطلاق من الدعوة مجددا بهدف إعادة إحياء المشروع السياسي؛ إلا أننا اليوم لسنا في التسعينات”.

وأكد في تدوينة له على فايسبوك، “إنما الخطاب الدعوي للحركة الإسلامية فات زمانه بعد أن ضيعت رصيدها في السياسة؛ كما أن الدعوة اليوم تطورت وأصبحت صناعة وفنا؛ ولها مجالها وقنواتها؛ وهي اليوم بين خيار اللحاق بصناعة الدعوة بأسلوبها الجديد؛ أو خيار العمل السياسي دون خلطه بالدعوة؛ أي ممارسة الدعوة بالسياسة نفسها؛ عبر تقديم النموذج والتحلي بقيم الدين وتطبيقه بدل التبشير به”.

 وخلص إدريس الكنبوري، المفكر المغربي المتخصص في الإسلام السياسي، ” إن تطور علم الدعوة وتعدد روافدها وتحولها إلى صناعة لم يعد يسمح للحركة الإسلامية بالمنافسة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *