المصطفى الحروشي -le12.ma

 

أضحت ظاهرة انتشار المتخلفين عقليا والمتسولين تؤرق بال وراحة ساكنة مدينة سيدي يحيى الغرب، إذ أصبحت المدينة تعرف في الآونة الأخيرة زيادة مستمرة ومخيفة في أعداد هذه الفئة المهمشة في المجتمع، والذين أصبح وجودهم يشكل خطرا على سكان المدينة وزوارها على حد سواء.

وقد لمس السكان عن قرب الأعمال المريبة التي يقوم بها هؤلاء لأشخاص المرفوعة عنهم الأقلام، إذ يصولون ويجولون في شوارع المدينة صباح مساء وفي أوقات متأخرة من الليل في وضعيات تشمئز لها النفوس فمنهم من ينام على الطريق العمومي غير مبالين بالأخطار التي قد تحدق بهم وبغيرهم، ومنهم من ينزع ملابسه ويتجول عاريا، مسببا بغير قصد، إخلالا بالآداب والحياة العامة، ومنهم من يعتدي على المارة ومنهم من يكسر نوافذ سيارة أو صيدلية أو متجر، وآخر هذه الاعمال تكسير الصراف الآلي لأحد البنوك.

أما المتسولون فحدّث ولا حرج. فجميع الأصناف تمر عليك وأنت جالس في مقهى أو تتجول في المدينة، خاصة يوم الثلاثاء، الذي يصادف يوم السوق الأسبوعي. سوريون وأفارقة، ومن يحتاج عملية ومن يتسول لبناء مسجد، ومن لا يجد ثمن تذكرة العودة إلى مدينته. ومن المتسولين من يدّعي ويمثل أن لديه عاهة أو هو صاحب عاهة فعلاً ويقف في الطريق العام مادا يده طلبا لصدقات.

 

ومن منطلق مبادئ السلم والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان وقيمته، فجميع القوانين تؤكد ضرورة حماية حقوق ذوي العاهات البدنية والعقلية وتأمين العيش الكريم لهم وإعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه في 17 دجنبر 1991 تم اعتماد مبادئ حماية الأشخاص المصابين بمرض عقلي وتحسين العناية بالصحة العقلية وأن مختلف الإعلانات العالمية والمبادئ تشدد على ضرورة رعاية وضعية هذه الفئة الاجتماعية.

فلا يعقل أن يتم التغاضي عن تنقلات المشردين والمختلين عقليا بحرية وتصدير هذه الظاهرة والمشاكل المرتبطة بها من جهات أخرى صوب هذه المدينة التي لا تتوفر على أبسط شروط استقبال هذه الفئة من المواطنين.

ويبقى السؤال مطروحا: من أي جهة أو منطقة يتوافد هؤلاء المتشردون والمتخلون عقليا صوب سيدي يحيى الغرب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *