واشنطن: محمد سلفا

 

تفعيلا لانفتاح وزارته على تطوير الشركات في مجالات التكوين، نظم محمد الغراس، كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، اجتماعاتِ عمل خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في إطار الانفتاح على التجربة الأمريكية في مجال التكوين.

وتدارَس الغراس مع كل من موريل باوسير، عمدة واشنطن، وتود براندن، رئيس لجنة العمليات، سبل التعاون والشراكة في ميدان التربية والتكوين المهني، في اجتماع تم خلاله استحضار التراكمات الإيجابية التي حققتها المنظومة المغربية للتربية والتكوين والإصلاحات المهمة التي يقودها الملك محمد السادس في المجال.

كما زار محمد الغراس مؤسسة “نوفا” (Nothen Virginia Community College) الأمريكية في واشنطن، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 25 و30 مارس الجاري.

ووضّح كاتب الدولة لمندوب “صحيفة le12.mal” أن هذه الزيارة تندرج في إطار سياسة انفتاح منظومة التكوين المهني في المغرب على النماذج والتجارب الرائدة، التي تعدّ مؤسسة “نوفا” واحدة منها.

وأكد الغراس حرصه على تطوير التعاون المغربي مع المؤسسة المذكورة في ميدان التكوين المهني، من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس وتبادل الطلبة والدعم التقني، إضافة إلى مشاريع البحث المشترك وكذا الندوات والبرامج الثقافية الثنائية.


ومن جانبه، شدّد مدير مؤسسة “نوفا” على أهمية التعاون مع المنظومة المغربية للتكوين المهني، مشيدا، بدوره، بالتجارب الإيجابية التي حققها المغرب في هذا المجال، مبديا استعداد مؤسسته لبلورة برامج خاصة تستجيب للحاجات المحددة في هذا الجانب.

كما كانت زيارة العمل هذه مناسبة تناول فيها الجانبان تحديد أهداف التعاون وتقييم الحاجات في الجوانب المتعلقة بتحديد الشركاء المؤسساتيين. كما تناولا الرهانات المطروحة وآفاق التعاون بين الجانبين، خصوصا في ما يتعلق بالتمكن من اللغة الإنجليزية وتكوين المؤطرين وتبادل الخبرات وتمويل المشاريع، إضافة إلى التصديق على الرصيد المحصل عليه من قبل الطلبة.

وعقد الغراس، في سياق زيارته لـ”بلاد العم سام” اجتماعا مع عادل العلوي، مدير تكنولوجيا المعلومات الطبية والعمليات في مركز الابتكار للمعلومياتية الطبية الحيوية، وهو معهد أبحاث تابع لجامعة جورج تاو. وخُصص اللقاء لمناقشة سبل التعاون بين جامعة جورج تاون الأمريكية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، خصوصا في الشق المتعلق بالمهن الشبه الطبية في الملكة، ولاسيما مركزي التكوين شبه الطبي، المزمع إحداثهما في كل من الرباط والدار البيضاء.

وتم التشديد على ضرورة تبادل تكنولوجيا المعلوميات والخبرات في مجالات الرعاية الطبية وكذا تبادل الطلبة والباحثين، لما لذلك من أهمية في هذا الصدد لكلا البلدين. ولا شك أن وجود شباب مغاربة أكفاء خريجي معاهد مغربية يشتغلون في هذه المؤسسة إلى جانب عادل العلوي محفز يدعو إلى ضرورة تعزيز العلاقات وتدعيم عملية تبادل الخبرات والطلبة والباحثين في هذا الميدان.

وفي الزيارة ذاتها، زار كاتب الدولة مدرسة كارلوس روزاريو في واشنطن، وتم الوقوف على التجربة المتميزة لهذه المدرسة، التي أسست في 1970 ،والتي تعنى بتكوين المهاجرين قصد مساعدتهم على الاندماج داخل المجتمع الأمريكي وتمكينهم من ولوج المؤسسات الجامعية لمتابعة تكوينهم. وتكوّن المؤسسة سنويا أزيد من ألفين و500 مهاجر من جنسيات مختلفة في المجالات المرتبطة، على الخصوص، بالتكنولوجيات الحديثة والتربية على المواطنة وإحداث المقاولات، في إطار تشجيع المبادرة الخاصة.

كما عقد الغراس مساء أس الثلاثاء، لقاء مهمّا معدونالد س. بيير جونيور (.Donald S.Beyer Jr) عضو الكونغريس الأمريكي. وقد شكل هذا الاجتماع فرصة سانحة لاستعراض التراكمات الإيجابية التي حققتها منظومة التربية والتكوين في مختلف المستويات، وكذا الإصلاحات والأوراش المفتوحة في إطار تنفيذ الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015 -2030.

كما تم إبراز الأهمية التي يحظى بها الإصلاح المتضمن في القانون -الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي يوجد حاليا في طور المصادقة، والذي يعد الأول من نوعه في بلادنا. ويروم هذا القانون الانفتاح على التجارب والممارسات الفضلى على الصعيد العالمي، ومن بينها التجارب الأنجلوساكسونية، عبر التجربة الأمريكية.

كما سيتم (غدا الخميس) عقد اجتماعات مع مسؤولي وكالة حساب تحدي الألفية، المؤسسة العمومية المسؤولة عن تنفيذ برنامج التعاون الموقع بين الحكومة المغربية ومؤسسة تحدي الألفية الأمريكية، ضمن الإطار نفسه لتعزيز التبادلات التعليمية والمشاريع المشتركة في تدريب وتمكين الشباب والنساء خصوصاً.

وترمي هذه الشراكة إلى تكثيف جهود الفاعلين العموميين والخواص ومنظمات المجتمع المدني وترصيد تجاربهم في مجال التعليم والتكوين بغية توفير تعليم وتكوين عالي الجودة ووجيه ويعزز قابلية تشغيل الشباب والنساء على حد السواء. كما برمجت عدة زيارات، اليوم الأربعاء وغدا الخميس، ضمنها زيارة لمدينة ريشموند، عاصمة ولاية فيرجينيا، وتحديدا لواحد من أحدث مراكز التكوين لشركة أمريكية خاصة تعدّ من كبريات الشركات الاقتصادية في المنطقة.

يشار إلى أن كل هذه اللقاءات الميدانية تندرج في إطار انفتاح منظومة التربية والتكوين في المغرب على الشركاء الدوليين وتوطيد العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *