عبدو المرّاكشي

 

بعد أن مُنع من مواصلة رئاسة حَكومة البيجيدي التي تقود الحكومة “الإخوانية”في ولايتها الثانية وانطفأ نجمه، الذي لم يسطع إلا بفضل ملَكاته في فن “تحلايقيتْ” و”تقرقيب النابْ” تحديدا، ظهر المهرج بنكيران اليوم الأحد وسط حْلايقية جامْع الفنا، “محروسا” بثلاثة من حراسه الشخصيين، نافخا صدره وكأنه مهاتير محمد أو إحدى الشخصيات الوازنة التي حققت لشعوبها ما يمكن أن تجعلها تنتفخ مثل الطواويس وسط محجّ شعبي مثل جامْع الفْنا.

وقد خيّب بنكيران ظن بعض المراكشيين الظرفاء ممّن ظنوا، في البداية، أن المطرود بنكيران قد اختار، أخيرا، المهنة التي ربّما تناسب أهمّ مؤهّلاته (الشّفوي اللهْ يْداوي). وقد تهامَس بعض رواد الساحة، وهم يرون هذا المهرّج يحلّ بالساحة في ما بينهم، بأنه يبحث عن مصدر دخل إضافي فوق السبعة ملايين التي يلهفها (بْلا حشمة بلا حْيا) في نهاية كلّ شهر، وأنه ربما قرّر أن يبحث عن عمل “يناسبه” أكثر وينسجم به فعلا بعد قوله، قبل يومين في تجمّع لـ”مداويخ “حزبه إن على المرء تأدية الواجب قبل المطالبة بالحقوق..

لكنْ سرعان ما تبيّن لهؤلاء الرواد وللحْلايقية في الساحة على حد سواء خطأ اعتقادهم، وهم يرون كيف أحاط “مِسترْ بينْكي” نفسه بثلاثة حرّاس، أنه ما حلّ بالساحة إلا ليستعرض “هيبة” مغشوشة يظن أمثاله من المفلسين، سياسيا وأخلاقيا وتربويا، وحتى دينيا (على أساس أن الدين يعني لمثله شيئا في الأصل) أن “ليگارد كورْ” هم مَن سيعطونه هذه الهيبة.

وربما نسي كيف “بينْكي” أنّ أوباما (على سبيل المثال، لا الحصر) وهو الذي كان رئيسا لأقوى دولة في العالم، ما إن انتهت ولايتاه الرئاسيتان حتى صار يُرى وحيدا في تنقلاته في أرجاء أمريكا (وما أدراك ما أمريكا) دون حرَس ولا عسس؛ شأنه في ذلك شأن أصحاب “هيبة” حقيقية وليست مرَضية ومتوهَّمة، كما يفعل صاحب تقاعد السبعة ملايين الذي أفقر المغاربة ورهنهم لصندوق النقد الدولي ولغيره، من خلال إحاطة الذات بالحرّاس والخدم والعسس.

فبماذا سيبرّر بنكيران، أمام الله، وليس أمام البشر، ما دام أنه يعرف أنْ لا أحد سيحاسبه في هذه البلاد التي كرّس فيها التسيّب والفوضى من خلال مأثورته المُضحكة/ المبكية “عفا الله عمّا سلف”، كل هذا الشطط في التبذير وهو ما زال يحيط نفسه بثلاثة من عناصر أمن الدولة؟ مَن يتخيّل نفسه وهو يستعرض، في “أبّهة” خاوية، مظاهر ثرائه المستجدّ، وهو الذي كان، قبل شهور فقط، لا يملك حتى “باشْ يصلح الكوزينة”؟!

ترى، كيف ينام الليلة بضمير مرتاح (هل قلتُ “الضمير”؟) وهو يسترجع نظرات “زملائه” الحْلايقية الذين يمضُون أزيدَ من عشر ساعات في هذه الساحة، عرضةً لكل تقلبات الطقس، وتحديدا تحت سياط حرارة مراكش الحارقة (حتى في خريف وشتاء، فما بالك بالصيف) من أجل جمع بعض الدراهم ربّما أسعفتهم في إسكات كل تلك الأفواه الجائعة التي تنتظرهم، فيما جاء هو “يتفطّح” عليهم، مستعرضا حرَسه وتابعيه؟!..

إيوا أش غادي نگول ليكْ أ بنقيرانْ؟ اللي حْشمو ماتو. انتهى الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *