سعيد بلفقير

 

لأنك أيها الأمير، أميرٌ ابن أمير، ابن ملكة، نشأتَ في قصور تسكنها الحكايات قبل البشر، لأنك أمير، قد تكون سمعت الكثير من حكايات قبل النوم، وأكيد أنك قد سمعت حكايات عن بلاد العجائب، وأكيد أنك كنت نصف مصدق لما روته مربيتك، وعندما اشتدّ عودك تأكدت من أنها أضغاث حكايات.

ها أنت اليوم أمير مكتمل الإمارة ومشرف على وضع تاج الملك عندما تصير أبا، وهو ملك لا يحتاج إلى مبايعة، اليوم فقط صدّقت أن بلاد العجائب لم تكن قصصا، بل زيارات مؤجلة.

وأنت تزور المغرب اليوم تأكدت أنك تزور بلاد العجائب والغرائب وبلاد الديمقراطية المطلقة، والتي لا تفرّق بين فقير وأمير.. هل شعرت بذلك أيها الأمير عندما ضاعت أمتعة مصوريك في الخطوط الملكية المغربية، كما تضيع أمتعة الكثيرين من العامة والدّهماء، هل شعرت بذلك؟

وأنت تزور الجبل، هل رأيت ابتسامات الأطفال هناك؟ هل أدركت كم هي جميلة وصادقة وغزيرة، رغم الفقر الذي لم تفلح مساحيق الإدارة في مداراته؟

عندما صافحتهم، أيها الأمير، هل صعقتك برودة أياديهم؟

عندما تحدثت إليهم، ألم تر حجم الكلام العالق في مآقيهم؟

لأنهم، أيها الأمير، بلا مدارس، لا يملكون من الزاد غير أمازيغية سليطة بها عشقوا التراب قبل النبات.

أيها الأمير، عندما تضع الأميرة مولودها حدّثه عن بلاد العجائب، حيث “نيبا” هو الحكيم، و”أدومة” هو الفارس، والكائن الأسطوري “إكشوان إكنوان” هو مخلّص الأمة من داء الفهم.

خبّره أنك رأيت كل شيء هنا ولم تفهم أي شيء، سوى أننا قوم على قيد الحياة، لكن كيف؟! الله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *