*أحمد الدافري

البعض مازال يعتقد أن الروس والأمريكيين متصارعون كما كان يروج أيام الحرب الباردة.. لا شيء من ذلك صحيح منذ أن دخل رونالد ريغان في مباحثات مع غورباتشيف سنة 1985.. والذي يعتقد أنه يعرف حول ماذا كانا يتفق ريغان وغورباتشيف يجب أن يكون مسؤولا سابقا في سي آي آي أو في كا جي بي..

 المهم أن نتائج اللقاءات بين الأمريكيين والروس أعطت تفككك الاتحاد السوفياتي بعد تطبيق البرسترويكا وظهور مفهوم ما يسمى النظام العالمي الجديد في عهد جورج بوش، وبعدها تم بتاريخ 20 نوفمبر 1998 إطلاق أول محطة فضاء دولية International Space Station ( ISS )  بقيادة مشتركة بين أمريكا وروسيا، وبتمويل من اليابان وكندا.

كل من يبحث عن معلومات حول محطة الفضاء الدولية هذه سيجد أن إطلاقها تم بعدما وقع مسؤولون من 15 بلدًا في 29 يناير 1998 في واشنطن، اتفاقيات تعاون بينهم في مجالات تصميم المحطة الفضائية وتطويرها وتشغيلها واستخداماتها، تقوم به 5 وكالات فضاء تمثل كلا من الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا من جهة،  والدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية، وهي بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا من جهة أخرى.. ووكالة الفصاء الدولية هذه هي عبارة عن مختبر يشغله فريق دولي في مدار على ارتفاع حوالي 390 كيلومترا عن سطح كوكب الأرض، وتُعتبر المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تعقيدا على الإطلاق في تاريخ استكشاف الفضاء حسب المختصين.

علماء الفضاء الذين يحلقون في السماء الآن منذ 2 ماي الماضي داخل المحطة الفضائية الدولية ISS  عددهم سبعة. ثلاثة من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا واثنان من وكالة الفضاء الروسية وواحد من وكالة الفضاء الأوروبية وواحد من وكالة الفضاء اليابانية.  أما الصينيون فهم فضلوا الاشتغال على محطتهم الفضائية الخاصة المسماة محطة تيانجونغ الفضائية التي عاد منها إلى الأرض في 17 سبتمبر الماضي ثلاثة علماء فضاء بعد أن قضوا فيها ثلاثة أشهر، لكن اللقاءات بين علماء الفضاء الصينيين وبين نظرائهم الأمريكيين والروس والأوروبيين دائما قائمة. 

القوى العالمية الكبرى متكتلة فيما بينها وتعمل في كل دقيقة بواسطة علمائها على تجميع أكبر عدد من المعطيات حول ما يحدث في الفضاء الكوني الشاسع الذي يتكون من ملايير الكواكب الموجودة ضمن ملايير المجرات، وهؤلاء العلماء هم الآن على بينة من أننا في كوكب الأرض مجرد كائنات بسيطة لا يمكن أن نتصدى لأي هبة قادمة من ركن آخر من هذا الكون..

هم يبحثون ويفكرون ويكتشفون ويتفقون.. وآخرون نائمون وفي نومهم يتصارعون ويتناطحون .. وهذا ما كان.

                                            

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *