الرباط: le12.ma

يعاني الآباء مع بداية كل موسم دراسي، مع اطفالهم سواء كانوا في المدارس العمومية أو الخاصة، بسبب الواجبات المدرسية، التي تحول البيوت مساء كل يوم لساحة معركة للقيام بالواجب.

يقول الأستاذ منير لحفاص، مدرب في مهارات التنمية الذاتية متخصص في قضايا الطفولة والمراهقة والعلاقات الزوجية، أن أغلب الاطفال يميلون إلى التعبير عن رفضهم المباشر أو الضمني للواجبات المنزلية، فهم يعتبرونها تعديا على مساحتهم الخاصة، إذ أن التعلم والتعليم في المدرسة، وما سواها فهو للعب والفسحة وممارسة الهوايات المفضلة.

بين هذا الواقع الذي يتصوره الطفل، وبين ما يريده الوالدين ويريده المدرسون، نقاط افتراق يتمخض عنها صراع روتيني قد ينتهي بأن يكره الطفل المدرسة. وهنا نقول إن الطفل حينما يكره المدرسة فلأننا لم نعلمه حب العلم والتعلم، وشددنا عليه في التوجيه فقط في أهمية النجاح ليس إلا.

وأوضح المدرب في مهارات التنمية الذاتية، أنه كلما كان التعلم بالحب كانت النتيجة أفضل، وكخطوة أولى عوض أن نملي على الطفل القيام بواجباته، وجب على الآباء والمدرسين أن يحببوا لهم العلم، ويوضحوا لهم أن الواجبات المنزلية هي تكملة لما تم تعلمه في الفصل، حتى يتم تثبيت المكتسبات وترسيخها بشكل أجود.

كما أنها من جهة فرصة للاعتماد على الذات، عوض الاعتماد على الأستاذ أو الوالدين، فأنت أستاذ نفسك ومن جهة أخرى مجال لأن يتعلم مهارة تحمل المسؤولية.
وهنا ننبه الآباء إلى أن الواجب المدرسي، هو واجب الطفل المباشر، لأننا نجد الكثير من الآباء يأخذونها مأخذا شخصيا، حتى أضحى بعض الآباء والأمهات بارعين في حفظ بعض الدروس المتعلقة بأبنائهم عن ظهر قلب.

وعوض ترك الطفل يتحمل مسؤوليته في ارتكاب الأخطاء، نجدهم يجتهدون في حل المشاكل بأنفسهم، حتى يتفادى طفلهم العقاب والتأنيب في المدرسة، وهم بذلك يقتلون في داخله مهارات كثيرة، ويزرعون فيه التواكل عوض التوكل، وتحمل تبعات الأخطاء. وهذا لا يعني عدم الاستعانة بالوالدين من أجل المساعدة بعد المحاولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *