le12.ma: وكالات 

قدمت العديد من أفلام الخيال العلمي شخصيات تحمل رقاقات دقيقة للتحكم في الأشياء أو تنشيط الأجهزة، لكن هذا الاتجاه أصبح واقعا في بلدان مثل السويد،حيث يحمل آلاف الأشخاص “غرسات” تحت الجلد.!

لكن ما هي استخدامات هذه الرقائق وما الغرض منها؟

وبحسب موقع”مالديتا” الإسباني، فإن تلك الرقائق الدقيقة المثبتة تحت الجلد ليست إكسسوارات يمكن ارتداؤها طوال اليوم، بل هي شرائح يحمل بعضها تقنية ترددات الراديو والبعض الآخر يحتوى خاصية NFC مثل بطاقات الائتمان.

وأوضح الموقع أن هذه الرقائق التي تتجاوز حجم حبة الأرز، عادة ما توضع بين الإبهام والسبابة في اليد، ويستخدم بعضها نظام تحديد الهوية بموجات الراديو RFID، مثل الرقائق التي توضع على الحيوانات الأليفة.

وتعد الأنواع الأخرى من الشرائح وهي الأكثر تقدما، عبارة عن غرسات NFC، وهي التقنية المستخدمة لإجراء عمليات الدفع باستخدام الهاتف المحمول أو باستخدام بطاقة بدون تلامس، على سبيل المثال.

وهناك بلدان يتم فيها تقديم هذا الحل التكنولوجي في بيئة العمل، على سبيل المثال، منذ عام 2017 تقدم الشركة Epicenter السويدية هذه الرقائق لموظفيها، لتسديد المدفوعات في ماكينات البيع واستخدام الطابعة، وما إلى ذلك.

ومن التطبيقات الأخرى التي تستخدمها الشرائح، تخزين المعلومات كما لو كانت ذاكرة خارجية أو تنفيذ إجراءات على الهاتف المحمول، لكن في الوقت الحالي، سعة التخزين في هذه الأجهزة ليست كبيرة، لذا فالأمر ليس مثل التحكم في الهاتف.

وقالت تامارا بانبري، طالبة الدكتوراه في جامعة كارلتون الكندية، لموقع “ذا كونفرزيشن”، إن إجراء الزرع ليس صعبا أو مؤلما.

وأوضحت عالمة الأعصاب، ليسيت دي لا بريدا، مديرة مختبر الدوائر العصبية في معهد كاخال الإسباني “لا يعني أن زرع الشراح غير مؤلم أن نضعها بأنفسنا في المنزل، يجب أن يتم تنظيم استخدامها والتحقق منها من قبل الأطباء، كما أنها يمكن تتسبب في عدوى أو أنواع أخرى من المضاعفات”.

ووفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية فإن المشاكل الطبية المحتملة التي قد تسببها غرسة من هذا النوع، ليست هي النقاش الوحيد الذي يدور حول الرقائق الدقيقة.

وتكمن المشكلة الرئيسة لهذه التكنولوجيا في الخصوصية، فعندما عرضت شركة “ثري سكوير ماركت” الأمريكية على موظفيها استبدال بطاقات التعريف في أحد هذه الرقائق الدقيقة تحت الجلد، كانت هناك ردود فعل سلبية ربطتها بـ“المراقبة“ من قبل الشركة.

ومن ناحية أخرى، تعتقد تمارا بانبري أن “الرقائق المزروعة ليست مفيدة في المراقبة، لأن تقنية الرقائق الدقيقة المتوفرة حاليا ليست قادرة على تتبع موقع الأشخاص”.

وعلى المنوال نفسه، يؤكد باو أديلانتادو مصمم جرافيك يحمل شريحة تحت الجلد منذ عام 2018، أن غرسة NFC لا تصدر أو تستقبل معلومات إذا لم يكن بها حقل NFC قريب، وهذه الحقول بحاجة إلى مسافة قصيرة جدا بين 2 و5 سم حتى تعمل.

وأوضحت ليسيت دي لا بريدا أنه في الوقت الحالي، يمكن القيام بالعديد من الإجراءات باستخدام الشرائح المزروعة تحت الجلد لموظفي الشركات أو البطاقة المصرفية، لكن هذه ليست الوظائف الوحيدة التي تسمح بها الشرائح، فهناك استخدامات أخرى، مثل تقديم المعلومات الطبية.

وفي ضوء الاستخدامات التي يمكن أن تقدمها هذه الرقائق اليوم، لا ترى ليسيت دي لا بريدا “أي معنى لزرع شريحة للتحكم في الهاتف المحمول في شخص عادي، إلا إن كانت الفائدة من وراء هذه التكنولوجيا تقديم المساعدة لمريض يعاني من اضطرابات حركية”.

وقالت إنه “مهما كان الأمر في الوقت الحالي، لا يمكننا التحدث إلا عن تطور حقيقي لهذه التكنولوجيا في عدد قليل من البلدان مثل السويد أو اليابان، فهي سوق متنامية تسعى في الوقت الحالي إلى توسيع تطبيقاتها، لكن لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *