*الدكتور :إدريس الكنبوري

الهزيمة المدوية التي مني بها حزب العدالة والتنمية يوم ثامن شتنبر لن تتوقف عند الأرقام ولا عند المقاعد ولا عند الثامن من الشهر، بل ستكون لها تداعيات كبرى على معادلة الزرع والحصاد في مسار الحركة الإسلامية ككل بالمغرب، سواء من شاركوا أو من عاركوا.

عشر سنوات من التدببر مرحلة كافية، بل فوق كافية، للحكم على طبيعة هذا التدبير، مهما كانت المبررات، لأن المبررات تهم الحزب لا الناخب، والناخب ليس عضوا في الحزب حتى نفرض عليه قبول المبررات، الناخب شخص متطلب يريد نتائج، أكان زيد أم عمرو.

كل الأحزاب السياسية الحاكمة في العالم تدفع ضريبة يوم الاقتراع، لكنها تدفع ضريبة واحدة فقط، هي ضريبة التسيير، أما الأحزاب ذات الطابع الإيديولوجي ـ مثل الأحزاب الإسلامية ـ فتدفع نوعين من الضريبة، ضريبة التسيير وضريبة الشعار الإيديوجي، ومعضلة العدالة والتنمية أنه دفع الإثنتين معا.

واليوم من العسير جدا استعادة هويته كحزب إسلامي، لأنه أصلا تحرك بدون هوية خلال مرحلة التدبير، وفقدمرجعيته إلى غير رجعة، وهذا كلام سيؤكده التاريخ.

لقد فقد مرجعيته وأذهب طيباته في السلطة على حساب هويته الدينية التي كان يتحرك حولها في المعارضة، ثم صارت تطوف حوله في الحكم. وفي بضعة أعوام، تبين أن الحزب يركض متناسيا أنه خرج من معطف الحركة الإسلامية، الحركة المسكينة التي تنشئ أفرادها على الولاء للقيم، وحين يخرجون من البيت يلتحقون بنادي القمار.

ذلك هو ما حصل، بكل أسف.

*خبير في الحركات الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *