*أحمد الدافري

 

إستمعت قبل قليل إلى مؤثر جزائري شهير يمارس الكلام في منفاه بإنجلترا، إسمه زيطوط، وهو يحذر من حرب ستشعلها دولة الإمارات العربية المتحدة بين المغرب والجزائر.. 

هذا المؤثر، يعجبه أن يتدخل في شؤون المغاربة، وفي أن يتحدث عن المغرب وعن تاريخه، ويحلو له أن يخربق ما شاء، ويلفق الأكاذيب التي يعزز بها تحليلاته الشاردة، لكنه لا يعترف بأن الصحراء مغربية، ويتبنى نفس الطرح الذي يروج له كابرانات الجزائر الذين يقول بأنه يعارضهم ويريد إسقاطهم بفيديوهاته التي يجني منها مبالغ مالية هامة..

 في ما يلي الرسالة التي أرسلتها لهذا المؤثر الذي كان يومًا يشتغل في قنصلية الجزائر بليبيا مع نظام الكابرانات، وحين طردوه أصبح معارضًا لهم، وقد رغبت أن أتقاسمها معكم، سعيًا إلى الكشف عن بعض من التخربيق السياسي الذي يمارسه هذا الرجل الذي يقول بأنه يتحدث بإسم تنظيم سياسي إسلامي جزائري معار:

توقعاتك سيدي مجرد أوهام.. وما دمت تحذر من وقوع حرب بين المغرب والجزائر بتحريض من الإمارات العربية، وتريد أن تفهمنا بأنك تخاف على الجزائر وعلى المغرب، قل لكابرانات الجزائر صراحة وبدون لف ولا دوران أن يرفعوا أيديهم عن موضوع الصحراء المغربية، وأن يهتموا بصحرائهم التي منحتهم إياها فرنسا في استفتاء 1 يوليوز 1962، وهو الاستفتاء  الذي أعطى للكابرانات إمتياز حكم الجزائر شريطة التعاون مع فرنسا بناء على إتفاق رسمي موثق، وبعدما قامت فرنسا بتوسيع مستعمراتها في شمال إفريقيا منذ  1830 وحولت ثلاثة أقاليم هي إقليم وهران وإقليم الجزائر وإقليم قسنطينة إلى منطقة موحدة عاصمتها Alger، وزادت عليها مناطق أخرى احتلتها في الجنوب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي ومنطقة مزاب ومنطقة الصحراء التي يسكنها الأزواد، وهي التوسعات التي جاءت بعدما أطلق الماريشال الفرنسي شنايدر سنة 1839 على هذه المستعمرات الفرنسية اسم L’Algèrie.. كيف تتحدث سيدي عن التاريخ وأنت لا توضح لمن يتابعونك تاريخ دولة الجزائر التي صنعتها فرنسا؟ كيف لا تعترف يا سيدي بأن المملكة المغربية من حقها إسترجاع صحرائها، وأنت تعلم أن فرنسا خلقت دولة الجزائر وسلمت للكابرانات مفاتيح الحكم بعد أن توسعت في شمال إفريقيا في الجنوب وأصبحت لها أراض شاسعة في الصحراء بناء على المخطط الذي اتفقت عليه القوى الاستعمارية الغربية؟.

كن يا سيدي موضوعيًا.. ولتعلم أننا في المغرب، نسمي الصحراء صحراء مغربية، وقد إستشهد من أجل صحرائنا آباؤنا وأجدادنا في حرب أشعلها كابرانات الجزائر الذين لن نغفر لهم ما يفعلونه فينا بتقديم السلاح والمال والمأوى والدبلوماسية لمرتزقة مجهولي الهوية، بينما الصحراويون المغاربة الحقيقيون قرروا مصيرهم منذ مدة تحت السيادة المغربية، ويشاركون بكثافة في الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والمحلية والجهوية والمهنية، ويقومون بتدبير شؤون حياتهم اليومية عبر مؤسسات دستورية.. 

لن تكون هناك حرب بين المغرب والجزائر يا سيدي إلا إذا بدأت الجزائر الحرب.. حينها سنتفرج على  براقش التي ستكون قد جنت على نفسها.  

وهذا ما كان..

*كاتب -صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *