ت ت

ما علاقة الساكنة بالانتخابات الجزائرية؟، وكيف يستقيم أن تكون جزائريا تمارس مواطنتك الكاملة وتتمتع بالجنسية الجزائرية، وفي نفس الوقت تكون صحراويا مسجلا في قوائم اللاجئين لدى منظمة غوث اللاجئين ؟.

هكذا تساءل منتدى فورستاين لدعم الحكم الذاتي، في مقال خصصه، لفضح ممارسات نظام العسكر الجزائري، واستغلاله البشع، لساكنة مخيمات تنذوف من أجل الرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات.

وكتب فورستاين قائلا “فجأة أصبح الغالبية من ساكنة المخيمات جزء من الخزان الانتخابي المعول عليه في الانتخابات الجزائرية ،على مستوى ولايات الجنوب، خاصة ولاية تندوف المحاذية للمخيمات التي يقطنها آلاف الصحراويين المسجلين كلاجئين لدى مفوضية غوث اللاجئين، التي تتكلف بتغذيتهم وتنظيمهم، وتمكينهم من المساعدات الإنسانية والغذائية، بتنسيق مع جبهة البوليساريو التي تتولى التعامل المباشر مع الساكنة.

وأضاف المصدر عينه، أن “إشراف جبهة البوليساريو على الساكنة بمعونات ومساعدات دولية، جعلها على إطلاع تام وكامل على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالساكنة، وبأمكنة قدومها ، ونسبها ، وأعمارها ، وامتدادها القبلي ، وظروفها الاجتماعية.”

وأبرز فورستاين في مقاله، “أن جبهة البوليساريو هي عين الجزائر على المخيمات، التي تعمل على تزويد الجزائر بالمعلومات الدقيقة لحظيا وعلى مدار الساعة، بينما الجزائر تدعي أن لا علاقة لها بالمخيمات، وتدعي الحياد ، ودعم الشعوب، لكن الواقع عكس ذلك فهي الآمر والناه ، والمتحكم في كل شيء بالمخيمات ومحيطها، وبقادتها.”

وعلى هذا الأساس -يضيف فورستاين” إستطاعت الجزائر التحكم في الآلاف من الصحراويين عبر القيادة التي تشتغل لصالحها، وأصبحت توظفها وتستعملها خدمة لمصالحها. وخلال إنشاء المخيمات في بدايتها، سجلت آلاف الجزائريين في قوائم الصحراويين بالمخيمات، ولاحقا قامت بعملية عكسية حين بدأت في تسجيل الصحراويين في الجنوب الجزائري على أنهم مواطنون جزائريون، مستغلة الروابط القبلية لتسهيل العملية، وإستغلت القيادة في نفس الأمر، وقدمت إغراءات مادية وعينية للراغبين في التسجيل، لكنها فرضت شروطا مهمة، بأن يبقى المعنيون رهن إشارة السلطات الجزائرية، وأن يلتزم المتواجدون منهم بالجزائر بالرجوع للمخيمات وقت الطلب، وأن يخرج الصحراويون من المخيمات إلى الجزائر حسب الطلب والمصلحة أيضا.

وكشف فورستاين في المقال نفسه “أن غالبية المنتسبين للمخيمات يمثلون الجزء الأساسي لولايات الجنوب الجزائري، وحدهم الصحراويون المحسوبون على المغرب، والمنتمين قبليا وعائليا للأقاليم الصحراوية المغربية، هم من حرموا من التسجيل عن قصد، وعليه منعوا من الحصول على الوثائق الجزائرية، ومنعوا من التنقل والتملك، فكان مصيرهم الحتمي البقاء في المخيمات ولا شيء غير المخيمات.”

وأشار المنتدى المذكور “أنه ومع قدوم الانتخابات الجزائرية، شهدت مخيمات تندوف حركة دؤوبة، وباتت ساحة للمعارك الانتخابية، تتسابق اللوائح للظفر بأصوات ساكنة المخيمات، وفي يوم الانتخابات تصبح المخيمات قاعا صفصفا، خالية من السكان، إلا من المساكين المشكوك في ولائهم، أو الصحراويين المحسوبين على المغرب، أو لهم إمتداد فيه، أما الآخرون فينطلقون لتطبيق المخطط المتفق عليه، بالإسهام في تشجيع التصويت، والإنتخاب والتصويت على المرشحين. ويضيف المنتدى  “أن المرشحون أنفسهم ، تجدهم يخاطبونك كجزائريين، وتجدهم فعلا مرشحين بتندوف وما جاورها، لكنهم يتباهون بانتمائهم للمخيمات، وينظمون الدعايات الإنتخابية داخل المخيمات، والمفارقة التي ندعو كل قارئ للوقوف عليها بنفسه، بأن يطلع على حسابات المرشحين في تندوف مثلا، ونقصد حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، وسيتفاجأ من التناقض الصارخ، حين يرى المرشحين يقدمون أنفسهم كجزائريين غيورين على الشأن العام، لكن ما أن يبحر في الحسابات الشخصية ويطلع على المنشورات قبل الإنتخابات، سيصدم بإنتماء هؤلاء المترشحين إلى المخيمات، وحتى أن منهم يحاول الإدعاء أنه جزائري طوال الوقت، ستجدونه ينشر صوره داخل المخيمات، ويتجول فيها، ويبيت، وينظم خرجات مع المقاتلين، ويرتدي زي البوليساريو ، ويوثق لحظات عائلية ينقل عبرها تهاني الأفراح، وينشر التعازي، ويعرفك عبر صورة على جدته، أو عمه، أو خاله العزيز المقيم بالمخيمات، بل وينشر صور قادة جبهة البوليساريو ويشكر هذا، ويتغزل بذاك، ويثني على وقوف آخر معه في مشواره، ثم في النهاية يخرج عليك في زمن الإنتخابات يخاطبك كجزائري، غيور على الوضع بالجزائر، ينشر صور الرئيس الجزائري، ويقربك من مبادئ الحزب الذي ينتمي إليه.

أمر عجيب ، وغريب ، وظاهرة تستحق الدراسة ، وينبغي أن نساهم جميعا في تسليط الضوء عليها ، ليعرف العالم من هم ساكنة المخيمات، ولماذا يجيشون داخل المخيمات للأنشطة، ويقبلون الخروج بالآلاف إحتفالا بحدث داخل المخيمات، وفي نفس الوقت يخرجون بالآلاف إلى الجزائر لتأثيث المشهد، والزيادة في نسبة المصوتين خدمة للنظام العسكري الجزائري.

وأوضح فورستاين في المقال المذكور “أن ساكنة المخيمات سواء منهم الجزائريون المسجلون كصحراويين بالمخيمات، وسواء الصحراويون المسجلون كجزائريين بالجزائر، ونفس الأمر بالنسبة للقادمين من مالي وأزواد وغيرهما من المسجلين بالمخيمات، هم جميعا وسيلة وأداة بيد النظام الجزائري، يخاطب بهم المنتظم الدولي ويضغط عليه بهم على أنهم صحراويون مؤيدون للبوليساريو ، كما يضغط بهم ويفرضهم على الجزائريين، ويبتز بهم أحرار الجزائر ، ويمرر بهم ما يشاء، ويستعملهم في الإنتخابات والمسيرات المؤيدة للنظام الجزائري، وهنا تكمن أهميتهم، وتشرف عليهم جبهة البوليساريو بإيعاز جزائري”.

هؤلاء الساكنة ولاءهم للجزائر، وتصرف عليهم مفوضية غوث اللاجئين ، وتحرسهم جبهة البوليساريو ، وكثير منهم يبيتون في المدن الجزائرية ويقضون النهار بالمخيمات، يمرون بسهولة بين نقط المراقبة ، ويسمح لهم بالتنقل بشروط ، عكس الصحراويين الأصليين من المحسوبين على الأقاليم الجنوبية المغربية ، محرومون من التنقل ، ممنوعون من العيش الكريم، لا يملكون هوية، ولا يملكون شيئا ، ولا يسمح لهم بالدخول الى الجزائر الا في حدود ضيقة، ولا يتملكون ولا يبيعون ولا يشترون ، مهمتهم البقاء بالمخيمات، وليسوا سوى أرقاما وحصصا غذائية، تعيش على معاناتها قيادة جبهة البوليساريو ، وتغتني عبرها، وتمارس سطوتها ، وتدعي زيفا قيادتها لشعب ، شعب مطعم بالأجانب ، شعب لا يملك القرار ، ولا مهمة له غير خدمة النظام الجزائري الذي يتوكأ عليه ، ويهش به ، وله فيه مآرب أخرى.

نضع بين أيديكم صورا لبعض المترشحين ، وصورا أخرى توثق علاقتهم بالمخيمات ، ودعوة بعض المحسوبين على البوليساريو الى التصويت على بعض المترشحين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *