* شعيب جمال الدين

بعد قدوم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إلى بلادنا تكون الديبلوماسية المغربية قد وضعت قصة محمد بن بطوش والأزمة الإسبانية خلف ظهرها بعد نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة .

لتنتقل إلى تدبير المرحلة الثانية الشديدة الأهمية تحت شعار فرض توزانات في العلاقات الدولية بعد حدوث العديد من التحولات سيوإستراتيجية على المستوى الدولي خصوصاً في الشرق الأوسط الذي أصبح حاليا مفتوح في وجه المغرب بعد تراجع الدور المصري المشغول بمفاوضاته حول سد النهضة مع إثيوبيا وترسيم حدوده مع اليونان وتورطه في لييبا .

وإنسحاب الإمارات العربية التي تشهد علاقتها بإسرائيل أزمة ديبلوماسية صامتة منذ أربعة أشهر بسبب طعن جهاز الموساد في شرعية أموال الشيخ حمد آل نهيان الذي إسثتمرها في إقتناء 50٪ من أسهم نادي رياضي لكرة القدم ترتب عليها تحقيقات أمنية ثم إحالة الملف على القضاء الذي أمر بتجميد الصفقة مما إعتبرته العائلة الحاكمة في أبوظبي إهانة.

المملكة المغربية مستعدة في الوقت الراهن لكي تلعب أدوار محورية على المستوى الدولي .

بداية بالشأن الفلسطيني بإجراء مصالحة بين حركة حماس ومنظمة فتح بإشراف وزارة الخارجية المغربية .

بتوازي مع القيام بوساطة في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تحت رعاية الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس خصوصاً بعد تقلد نفتالي بينيت  منصب رئيس وزراء إسرائيل ورحيل بنيامين نتناهيو الغير مقبول من قادة حماس  .

فريق الإدارة الأمريكية يؤيد الخطوات المغربية حيث يرى أن المغرب الدولة العربية والإسلامية الأحق بقيادة مفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي .

والأكثر شرعية بحكم النسبة الكبيرة جذا للجالية اليهودية من أصول مغربية المستقرة في إسرائيل وتتحكم في الخريطة الإنتخابية بسبب توفرها على قاعدة مهمة .

والمسنود تاريخيا منذ عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله الذي ساهم بحنكته ودهائه السياسي في إتمام هندسة إتفاقية كامب ديفيد في17 شتنبر 1978 بشهادة الرئيس المصري أنوار السادات والصحفي الكبير حسنين هيكل .

ودوره في إتفافية أوسلو 13 شتنبر 1993 الذي إنطلق من قصر إفران وفاس قبل أن يختم فصوله في النرويج .

مخطئ جذا من يعتقد أن زيارة إسماعيل هنية للمغرب قرار صادر من حزب البيجيدي الهدف منه إنتخابي من أجل تلميع صورته لدى الرأي العام كما يروج له بغباء منقطع النظير بعض المدونيين المتطفليين على الخوض في القضايا الدولية .

شخصية من حجم إسماعيل هنية وفي هذا الظرفية الإقليمية والدولية الحساسة لا يمكن له بتاتاً القدوم دون ضوء أخضر من جهات عليا التي إرتأت إستخدام أخر ورقة لحزب العدالة والتنمية شهريين فقط قبل حلول موعد الإنتخابات البرلمانية التي تؤكد كل المؤشرات صعوبة فوزه بالرتبة الأولى .

*باحث في العلاقة الدولية       

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *