تقي الدين تاجي

نهاية مذلة للجشع واللهطة والديبشخي وشهوة المال. بعدما أسقط نواب برلمانيون من المعارضة ( الأصالة والمعاصرة، الإستقلال) والأغلبية( الأحرار، و الاتحاد الاشتراكي)، مقترح قانون يقضي بإلغاء وتصفية نظام معاشات أعضاء مجلس المستشارين، بما قطع الطريق أمام أحزاب ومنها العدالة والتنمية، صوتت لفائدة إسترجاع مستشاريها وبرلمانييها لمساهمات تقدر بالملايير من صندوق المعاشات.

12 مليار ضمنها 5 مليارات من الفوائد البنكية، كانوا يصفونها الى غاية الأمس القريب، بالربا المحرمة، فإذا بها تتحول – يا سبحان الله -، الى أموال حلال، يسعون الى التحصل عليها، من أجل تسمين أرصدتهم المتخنة أصلا بالرواتب والتعويضات، على مدى عشرين سنة، قضوها في مجلسي النواب والمستشارين والتمثيليات النقابية، ينعمون في ملذات الحياة، من تعويضات خيالية، وسيارات فاخرة، وبدلات رسمية فاخر من نوع “الكوستار” و ” جيفز أند هوكس” ، عيشٌ رغيد، وحصانة، واعفاءات ضريبية.

يراكمون الامتيازات، ويغرفون منها، وما شبعوا. اشتروا الحياة الدنيا الفانية بالملذات، وبالمال عبر السياسة. في وقت تعيش البلاد على وقع أزمة صحية عالمية، ولا يجد المواطنون، الذين منحوهم ذات انتخابات أصواتهم، ما يسدون به رمقهم، بعدما فقدوا وظائفهم وموارد عيشهم.

هؤلاء هم الأباجدة، أصحاب اللحى، الذين خدعونا بالله فانخدعنا لهم، وكانوا يدعون الناس إلى الورع والزهد في الدنيا، و”غرغري يا بطن أو لا تغرغري”، فإذا بهم أحرصهم على حب الدنيا وجمع الأموال، وحب النساء والأسفار المجانية، والترف.

يُشنفون آذان العامة بوعود اصلاح التعليم، ثم يرسلون أبناءهم إلى الغرب الكافر -على حد تعبيرهم زمن الخدنجال وجلسات الوعظ والارشاد – ،..يدّعون أنهم ما جاءوا إلا رغبة في خدمة الشعب، ومحاربة الفساد وحماية المال العام، وعند أول اختبار ، رسبوا فيه و بـ “المونسيون”، ثم انتفضوا يصرخون في وجه المواطن البسيط “واش بغيتونا نخدمو بليكي واش بغيتونا نخدمو فابور”.

هكذا يتهافت خطاب الأباجدة، ومثلما سقط “مشروع قانون الوزيعة إياه”، سقطت أيضا أقنعتهم ومصداقيتهم، وسقط رجالاتهم ورموزهم، ومرجعياته المتحالفة مع “هوى النفس”، ضد الشعب وحقوقه،.. يلهثون خلف وزيعة “12 مليار” لتتحول إلى إرث للأبناء والأحفاد. “وَ ياااا له من عار”..آحشووومة أصاحبي والله تا حشومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *