هيئة التحرير

التناقض بين الأقوال والأفعال، صار عنوانا بارزا لحزب “البيجيدي”، الذي يعتمد على الشعبوية، وقلب الحقائق لدغدغة عواطف الناس، وتأليبهم ضد خصومهم السياسيين.

ويبدو أن البرنامج الانتخابي الواقعي، الذي جاء به حزب الأحرار، أصاب بعض قيادات حزب المصباح، بالصدمة – حتى لا نقول السعار – وجعلهم يفقدون صوابهم، ويلجؤون الى ممارسة هوايتهم المفضلة في الضرب تحت الحزام.

وليس آخرهم سوى عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن، الذي لم يجد  سوى ” أسطوانة المحروقات” التي ملّ الجميع من سماعها، ليهاجم “عزيز أخنوش”، خلال مشاركته بالحملة الوطنية لشبيبة حزبه، “أمس السبت”، محملا إياه، مسؤولية الزيادة في ثمن المحروقات، وضرب القدرة الشرائية للمواطن. (وَ يا لها من فرية عظيمة).

والواقع، أن قرار تحرير المحروقات، جاء به حزب البجيدي، مابين 2014 و 2015، خلال ترأس عبد الاله بنكيران، للحكومة و جلوس الوزير البجيداوي، عبد القادر اعمارة فوق كرسي وزارة الطاقة والمعادن الوصية على قطاع “المازوط” .

وإذا كان الرباح، يراهن على قصر ذاكرة المواطنين وحاشا ان تكون ذاكرة المغاربة كذلك، لإمطارهم بسيل من الافتراءات، فإن ذاكرة “اليوتوب” عصية على المسح، ولا زالت قائمة الفيديوهات، تحتفظ باعتراف صريح لـ “عبدالاله بنكيران” الأمين العام السابق لحزبه، وهو يخاطب أنصاره في احدى اللقاءات : “أنا اللي زدت فالمازوط وليصانص وبوجهي حمر”.

والحال، أنه ما دامت تسكن الرباح، كل هاته الحُرقة، على المواطن البسيط، الذي اكتوى – على حد تعبيره – بنار أسعار المحروقات، فلماذا لم يبادر سيادته وهو وزير الطاقة المعادن، ويترأس هيئات الحكامة التي تتحكم في تحديد أثمان المواد النفطية، فضلا عن امساكه بناصية أسرار سوق المحروقات، الى إصدار مشروع قانون لإلغاء تحرير المحروقات، وإنقاذ المواطن المسكين من مقصلة محطات الوقود كما يفتري ؟.

ولماذا أيضا، لم يتدخل سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزبه، الذي يقود الحكومة، ويبادر الى الغاء قرار سلفه بنكيران، القاضي بتحرير سوق المحروقات ؟.

ولاشك أنه للجواب على هاته التساؤلات المشروعة، سيشهر في وجوهنا، الرباح ومعه العثماني، كما عادتهم، قضية جيوب المقاومة والتماسيح، و”حكا والواد “مخلاوناش نديرو هادشي، ومنعونا وحاربونا ووو”.

والواقع أن هناك مثل مغربي بليغ يقول : ” اللي بغا يبوسك يبان ليه فمك في الظلام”. بمعنى أن من يملك الإرادة للقيام بشيء ما، فلن يعدم الوسيلة في ذلك.

وإذا كان الرياح واكلو فمو عفوا قلبوا على المواطن كما يزعم، لماذا لم يعبر عن الرجلة السياسية، ويقدم إستقالته تضامنا مع هذا المواطن لي عاد بان ليه اليوم، بعدما سقط من ذاكرته طوال سنوات تمرغه في امتيازات منصبه الوزاري الذي لم يكن يحلم حتى بكرسي عضو في ديوانه لولا “كسيدة التخربيق العربي”.

ثم إن الجميع يعلم جيدا، أن “عزيز أخنوش ” صرح في أكثر من مناسبة، بأنه مسؤول وزاري، ولا تربطه أية علاقة بتسيير أي “شركة للمحروقات”، فلماذا هذا الإصرار على استهدافه بشكل مباشر واستهداف شركة “افريقيا”، رغم تواجد 14 فاعل في سوق المحروقات ضمنهم شركات أجنبية،..هل هؤلاء يمنحون المحروقات للمغاربة بالمجان ؟ آسي الرباح الوزير المسؤول على قطاع “المازوط”.

والغريب أن تأتي، كل هاته العنتريات، من عزيز الرباح، في وقت تلاحقه  انتقادات حادة، من طرف ساكنة مدينة القنيطرة، مدينة الروائع المفقودة في زمن المسخ السياسي على عهد البيجيدي الذي يترأس مجلسها الجماعي، بسبب فشله المخجل، في تدبير قطاع النقل، وعجزه عن توفير الحافلات للمواطنين، منذ ما يزيد عن السنة. ” 

والرباح طبعا، يخفي هدفه الحقيقي، من ترويج كل هاته المغالطات، إلا أن أساليبه باتت مكشوفة ومفضوحة، تكذبها الحقائق والمعطيات وحتى تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤكد أن  الخطابات الشعبوية، لم تعد تنطلي على المغاربة، الذين باتوا يملكون وعيا سياسيا، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، ويعرفون جيدا من يكذب عليهم. 

خلاصة القول أمام حربائية هذا الكائن السياسي، الذي يقول الشيء ويأتي نقيضه، ويعتقد أنه هو الأذكى،  والناس هم الأغبى والحقيقة غير ذلك، كقوله أنه مستعد لزيارة إسرائيل والمغاربة سيصوتون لحزبه، دون أن يحمر له وجن، وطعنه في ثمن المازوط وهو الوزير الوصي على القطاع دون ان يتعرق له جبين، لا يسعنا سوى بسط هذا السؤال : أين الدم في وجه الرباح ؟ أين الرجلة السياسية؟، أين الدم في وجهك يا رباح؟.

***

لاعلاقة بما سبق وكل تشابه فهو لأخذ العبرة.
قال السلف الصالح في الزمن الصالح:« إبليس أعلمُ أهلُ الأرض قاطبة. والله يلعنُه والبدوُ والحضرُ». كذلك عدد من السياسين الأفاكين المفترين يتوهمون “الفهامة” والناس تحسبهم مجرد” فهامطور”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *