تقي الدين تاجي

بخلاف ما تؤكده استطلاعات الرأي، بخصوص تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، الى مستويات غير مسبوقة، يُصر سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب البيجيدي، على معاندة الوقائع، والادعاء بأن حزبه لازال يتمتع بشعبية كبيرة بين المواطنين.

وقال العثماني في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للحملة الوطنية السابعة عشر لشبيبة حزبه، مساء أمس السبت، والمنظمة تحت شعار “مشاركة الشباب تحصين للاختيار الديمقراطي”،  “أنه رغم ما تدعيه بعض الجهات وما تنشره من إشاعات عن حزب “المصباح”، إلا أن حزبنا ما يزال لديه من الشعبية ما يتصدر به الخريطة الانتخابية، وما يمكنه من الفوز بالاستحقاقات المقبلة.”

ويبدو أن العثماني، يحاول جاهدا، الرفع من معنويات، أعضاء حزبه بعد المحاكمات الأخيرة، وقضايا الفساد التي تورط فيها بعض منتخبي الحزب، والتحقيق مع بعضهم الآخر في اختلالات مالية، الى جانب ما شكلته هزيمة البجيدي، في الانتخابات التشريعية الجزئية التي جرت شهر يناير المنصرم، في دائرة الرشيدية، من انتكاسة أشرت بشكل صريح، على تراجع شعبية الحزب، بعد فقدانه أحد معاقله الانتخابية.

واحتل حزب العدالة والتنمية، المرتبة الثالثة في الرشيدية، خلف حليفيه في الأغلبية الحكومية، حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” و”التجمع الوطني للأحرار”، وهو ما اعتبره محللون ارهاصات قوية، على بداية اندحار انتخابي للبجيدي. مع العلم أن دائرة الرشيدية ظلّت سنوات عدة، حاضنة انتخابية بامتياز لـ”العدالة والتنمية”، قبل أن تبدل الانتخابات الجزئية ذلك.

وفقد الحزب في أربع سنوات فقط أكثر من 17 ألف صوت، بحصوله على 9201 صوت في الانتخابات الأخيرة في مقابل 26252 صوتاً خلال انتخابات 2016.

ينضاف الى كل ذلك، الغليان الداخلي الذي يعيش على وقعه الحزب، منذ توقيع أمينه العام، سعد الدين العثماني اتفاق استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل، وما نتج عن ذلك، من تزايد الأصوات الغاضبة داخل الحزب، وإعلان عدد كبير من قياداته استقالتهم أو تجميد عضويتهم.

ويبدو أن تغطية العثماني الشمس بالغربال، ليست إلا محاولة منه، لجمع شتات الحزب، على بعد أسابيع من الانتخابات المقبلة، حتى لا يكون  السقوط مدويا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *