تقي الدين تاجي

لا يزال حزب العدالة والتنمية، بزعامة أمينه العام “سعد الدين العثماني”، يرفض قرار المحكمة الدستورية، القاضي بمشروعية “القاسم الانتخابي”، على أساس المسجلين، وتصريحها بـ “أنه لا يندرج ضمن صلاحياتها التعقيب على السلطة التقديرية للمشرع، في شأن اختيار نوعية التدابير التشريعية التي يرتضيها، أو المفاضلة بين اختيارات تشريعية ممكنة، أو اقتراح بديل تشريعي من شأنه أن يحقق الغايات الدستورية نفسها، طالما أن ذلك لا يمس بأحكام الدستور “.

وشدد سعد الدين العثماني، في تعقيبه خلال الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس المستشارين، يومه الثلاثاء 25 ماي 2021، “على أن المغرب محتاج الى ترصيد التوجه الديمقراطي وليس لتمرير قاسم انتخابي غريب ومشوه لفرملة حزب معين، قائلا: “هذه هي المشاكل الحقيقية التي يجب مواجهتها سياسيا”.

ويبدو أن حزب العدالة والتنمية، لم يستطع بعد ابتلاع هزيمته في “معركة القوانين التنظيمية للانتخابات”، وتنتابه حالة غريبة من نكران الواقع، في وقت ظل فيه خصومه على الدوام، يتقبلون خساراتهم في عدد من المحطات، فلماذا لا يقبل “العثماني واخوانه” بالهزيمة، ويرفضون الامتثال لما قررته أغلبية الاحزاب السياسية ؟

الجواب على هذا السؤال، يقودنا الى “التحليل النفسي”، الذي هو بالمناسبة، الملعب الرئيسي لزعيم “المصباح”، باعتباره طبيبا نفسيا، وبالتالي فهو يعرف جيدا أنه من الصعب على مَن اعتاد الفوز دون مجهود، تجرع مرارة الهزيمة”.

والواقع أن حزب المصباح، يعاني تشويشا في فهم، شروط اللعبة الديمقراطية، ولذلك ففي الوقت الذي يصر فيه الحزب المذكور، نظريا على “الارتهان للديمقراطية”، فإنه  يرفض مخرجاتها إذا لم تكن في صالحه. وهذا هو ما يصطلح عليه في علم النفس بـ “تناقضات الشخصية الازدواجية”.

والأكيد أن مثل هاته الممارسات، لن تساهم سوى في ترسيخ وتعزيز، ما ظل يثار على مدى سنوات طويلة، بخصوص رؤية الإسلاميين وفهمهم للديمقراطية “، واعتبارها مجرد مطية للوصول للسلطة” لا أقل ولا أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *