تقي الدين تاجي

 

في وقت لا تكف فيه بعض الأطراف والجهات، سواء بالداخل أو الخارج، عن المتاجرة بآلام الشعب الفلسطيني، وتبني خطاب شعبوي وتحريضي، ينهل مفرداته من قاموس المزايدات، والاتهامات المجانية بالتخوين، وبيع القضية وهلم جرا من مهاترات فارغة، كشف تقرير حديث صادر عن وكالة “بيت مال القدس الشريف”  اليوم الجمعة، بشأن منجزات هاته الاخيرة، في القدس ما بين يناير 2020 وماي  2021 ، عن تصدر المغرب قائمة الدول المساهمة في تمويل الوكالة، بنسبة 87  بالمائة من مجموع التمويلات.

وأضاف التقرير، الذي إطلعت le12.ma – على مضمونه، “أن المملكة المغربية، تظل هي الوحيدة، من بين جميع الدول الإسلامية والعربية، المنضوية تحت لواء “منظمة التعاون الإسلامي”، صاحبة النصيب الأكبر في تمويل الوكالة.

وأشار التقرير ذاته إلى أن “الوكالة تتطلع إلى وفاء البلدان العربية والإسلامية بالتزاماتها، لتمكينها من الدعم المالي اللازم الذي يجعلها قادرة على تلبية جزء من الاحتياجات المتنامية لسكان القدس في المجالات الاجتماعية المختلفة”.

وأورد التقرير أنه “رغم محدودية التمويل وانحساره في السنوات الأخيرة، فإن وتيرة الإنجاز السنوية المنتظمة، تجعل الوكالة في طليعة المؤسسات العاملة في القدس”.

وبذلك يكون المغرب، قد قدم درسا بليغا، للمزايدين على موقفه الراسخ والثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدا بالملموس اضطلاعه، بمسؤوليته التاريخية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، والذي سبق للملك محمد السادس، تأكيده في اتصاله  برئيس السلطة الفلسطينية، عقب استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل، مؤكدا له على ” أن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير و”مبرزا أن المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع”.

وأشار محمد السادس إلى ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس، واحترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة وحرمة المسجد الأقصى.، “مشددا على أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”.

والآن على أولائك المزايدين، الذين ما فتئوا يهاجمون المغرب، أن يطمّوا رؤوسهم في التراب، أو على الأقل أن يسألوا أنفسهم ماذا قدموا للشعب الفلسطيني، عدا عن اجترار الكلام الفارغ والشعارات الفضفاضة، والهتافات والأهازيج المدغدغة للعواطف، والرقص على انغام الدبكة الفلسطينية، سعيا وراء مكاسب سياسيوية وانتخابوية ضيقة، وترسيخ  خطابات تحريضية، لم تسهم سوى في تكريس التشردم بالصف الفلسطيني، ودعم قوى الظلام والتطرف في المنطقة.

والواقع أن الجميع بات مقتنعا اليوم، بزيف مواقف المزايدين المتشدقين بنصرة القضية الفلسطينية، ومن بينهم أولائك الذين هبوا فجأة، في خضم تدبير المغرب لأزمة غير مسبوقة مع اسبانيا دفاعا عن مصالحه الوطنية، الى المطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي، ما أدى الى انكشاف أجندتهم الحقيقية، من وراء المتاجرة بالقضية الفلسطينية. وإياكِ أعني فاسمعي يا جارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *