ع. الرزاق بوتمزار

سقط سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تناقض صارخ بين ما أقرّه بوصفه رئيسا للحكومة، يسير وفق ضوابط وأعراف واضحة يؤطرها دستور البلاد، وبين ما تميل إليه “النفس”، استنادا إلى خلفيات “دينية” (سياسة) محدّدة، مكرّسا “ازدواجية” طبعت دوما “أفعاله” و”أقواله”

وقد قابَل نشطاء مواقع التواصل هذه الازدواجية من رئيس الحكومة بسخرية لاذعة، فكتب أحدهم “أسبحانْ الله الشّريف! بالامس القريب جدا قمعتَ وقفات تضامنية وتم التضييق عليها من قبَل السلطات، واليوم تشيد بهذه الوقفة.. ماذا تغير؟

زد هذا على التنديد والشجب تجاه من وصفتهم بسلطات الاحتلال بعد أن كنت معهم البارحة على طاولة واحدة تُوقع ما وقعته، سمه ما شئت لأنكم ومصطلحاتكم زئبقيون، الله يستر”.

وكتب مدوّن آخر “رئيس الحكومة مُول قانون الطوارئ يُشيد بوقفة احتجاجية تخرُق قانون الطوارئ”.. وتابع “ماشي ضد الوقفة طبعا، بالعكس، خّوتنا كايحتاجو كل التضامن، انا غير كانستغرب من هاد التناقض ديال السيد رئيس الحكومة المحترم”.

والحقيقة أن المتتبع للشأن السياسي في المغرب لَيعجب حقا لهذه المتناقضات التي اجتمعت في شخص السيّد رئيس الحكومة.. فإذا كان الوضوح في إعلان الموقف من حق أيّ كان في قضية مثل قضية الشعب الفلسطيني، فإنّ على السيّد العثماني أن يدرك (وإن كان الوقت قد تأخّر كثيرا لتنبيهه الآن) أنه لا يمثّل نفسه في ما “يقول” في وسائط التواصل، بل يمثل شعبا من باب منصبه رئيسا للحكومة.

ثم، حتى بغضّ الطرف عن كونك بهذه “التغريدة” تناقض نفسك بوصفك وقّعتَ اتفاقية تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل ورغم ذلك تعلن دعمك للفلسطينيين، فما معنى أن تُقرّ حظر التجمّعات وتشجّع عْلى تنظيمها في الوقت نفسه؟!

هل من جواب السي رئيس الحكومة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *