le12.ma -و. م. ع.

أبرز المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، اليوم الاثنين، أهمية غرس شجرة الأركان على مدى آلاف السنين، مؤكدا أن هذه الشجرة تقدم “مثالا حيا على المقاربة الشاملة، التي تعتبر ضرورية من أجل تحقيق التنمية المستدامة”.

وقال غيبرييسوس، في مداخلة عبر الفيديو في إطار حدث رفيع المستوى نظمه المغرب والأمم المتحدة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي الأول لشجرة أرگان، إن “جائحة كوفيد-19 تذكرنا بالعلاقة الدقيقة والجوهرية بين الناس والكوكب. وفي الواقع، فإن شجرة أرگان تشكل مثالا حيا على هذه المقاربة الشمولية التي تعدّ ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة”.

وتابع “غرس أشجار الأركان على مدى آلاف السنين يعطينا دروسا يتعين تطبيقها وتتبعها من أجل حماية والتكيف والدفاع عن السكان في ظل التغيرات المناخية”.

وأبرز المدير العام للمنظمة الأممية، من جهة أخرى، الدور الذي تضطلع به هذه الشجرة ومختلف الأصناف البيولوجية في المجال الطبي، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية ومن أجل دعم البلدان في هذا الاتجاه، أصدرت كتيبا حول الممارسات الفضلى في مجال الحفاظ على النباتات الطبية وكذا استعمالها بشكل جيد.

وسجل أن “احترام وتعلم الطب الشعبي واستخدامه إلى جانب التكنولوجيات الجديدة، مكننا من إنقاذ آلاف الأرواح وتحسين ظروف عيش السكان”، مشيرا في هذا الصدد إلى نموذج “نبتة الشيح، وهي دواء مهم جدا مضادة للملاريا”.

وشدد المتحدث ذاته، في هذا السياق، على أهمية استدامة التراث والمعارف ذات الصلة بغرس أشجار أرگان وتوريثها للأجيال القادمة، مشيدا بأجيال النساء اللواتي استطعن تخليد وتمرير هذا الإرث العريق.

وترأس حفل افتتاح هذا الحدث رفيع المستوى، الذي نظم بمبادرة من المغرب والأمم المتحدة، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش. وتم بثه عبر العالم، مباشرة على القناة الإلكترونية “WebTV” التابعة للأمم المتحدة، وكذا على موقع “YouTube” وشبكات التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا اليوم العالمي بعد اعتماد اقتراح قدمه المغرب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو القرار الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف الدول الأعضاء بنيويورك يوم 3 مارس 2021، إذ حاز المغرب بموجبه على دعم المجتمع الدولي لحماية هذا الموروث الطبيعي وتنمية مجاله الحيوي.

ويكرّس هذا القرار الأممي، أيضا، الدور الفعال لسلسلة أرگان في تنفيذ الأهداف الـ 17 لأجندة 2030 وفي تحقيق التنمية المستدامة ضمن أبعادها الثلاثة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما يسلط الضوء على دور هذا القطاع في التمكين الاقتصادي للمرأة القروية وتعزيز الاقتصاد التضامني والتنمية البشرية من خلال دعم وإنعاش دور التعاونيات ومختلف التنظيمات المهنية الفاعلة في سلسلة أرگان.

ويعد إعلان الأمم المتحدة لليوم العالمي لشجرة أرگان اعترافا دوليا بمجهودات المغرب، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية لحماية وتثمين شجرة الأركان وتنمية مجالها الحيوي، لاسيما بعد إطلاق برنامج طموح يروم تنمية غرس الأركان الفلاحي على مساحة 10 آلاف هكتار.

ويأتي هذا الاحتفال تتويجا لجهود المملكة المغربية في تثمين شجرة أرگان، باعتبارها تراثا ثقافيا لاماديا للإنسانية ومصدرا عريقا للتنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *