*بقلم ذ. محمد سليكي 

يبدو أن نزار بركة، زعيم حزب الاستقلال، أفقده التهافت الانتخابي وأنساه أن “يزن” تصريحاته بميزان احترام ذكاء المغاربة، لا إتيان الفعل وادّعاء نقيضه.. 

مناسبة هذا الكلام “انزلاق” الأمين العام لحزب الاستقلال بتوقيع ما سمي “بلاغ” مطالبة السلطة بالتدخل لحرمان معوزين مغاربة من معونة مؤسسة “جود”، والتصريح بأن حزبه دأب على تقديم مثل هذه الخدمات منذ زمان، “وْعلى عينك يا بن عدّي”.

نزار بركة سيصرّح، بدون خجل، بنقيض ممارسة حزبه في هذا الباب خلال حلوله، الاثنين الماضي، ضيفًا على مؤسسة الفقيه التطواني ضمن برنامج “حديث رمضان”. 

لقد اعترف وزير المالية سابقًا ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المعفى بأن ما تقوم به مؤسسة “جود للتنمية”، التي من بين مؤسسيها عزيز أخنوش، رئيس حزب “الأحرار”، تقوم به أحزاب الاستقلال والحركة والعدالة والتنمية.. ليس أمام السلطة فقط، بل بتنسيق مع السلطة.

أظن أن ما صرح به نزار بركة، الذي انقدته زعامة حزب الاستقلال من “البطالة السياسية”، يؤكد -من جديد- أننا أمام طينة من قادة الأحزاب لا تنفّر من العمل السياسي وتهيئ بيئة حاضنة ومحتضنة للعزوف الانتخابي، بقدر ما تسيء إلى تاريح حزب من حجم حزب الاستقلال، جرّاء تناقض تصريحاتهم مع واقع ممارساتهم.

والظاهر أن نزار بركة، منذ توليه زعامة الاستقلال في مؤتمر “الصحون الطائرة”، أظهر أنه لا يمتلك ذاكرة سياسة قوية تقيه حرج السقوط من مناسبة إلى أخرى في مواقف “بايخة” على حد قول الإخوة المصريين.

وهنا يكفي الاشارة إلى أن مروره غير الموفق في برنامج مؤسسة لفقيه التطواني كشف أن الزعيم يتكلم من أجل أن يتكلم ويعلن مواقف مناقضة لما سبق أن أعلنها الحزب، لا بل يرفع بانتهازية كبيرة تحدي تحقيق ما فشل في تحقيقه سابقًا.

وقد نسي السيد نزار بركة أو تناسى، وهو يتحدث عن الأزمة الاجتماعية،  أنه كان مسؤولا عن واحدة من أهم مؤسسات الحكامة التي من مهامها إبداع حلول فعالة، وليس كلام ساسة، من أجل تنبيه وإرشاد الحكومة بغرض التنزيل السليم للسياسات العمومية الاجتماعية.

كما أن السيد نزار بركة، الذي أطلق لسانه للوعود بتحقيق ما لم يتحقق مع صعود حزب الاستقلال إلى رئاسة الحكومة، نسي أو تناسى فشله وهو وزير للاقتصاد والمالية، في حكومة بنكيران الأولى، في تحقيق ولو 50% من نسبة النمو (7%) التي “بشّر” بها البرنامج الحكومي لتلك الحكومة غير المأسوف عليها.

على نزار بركة أن يدرك أن الصدق في الخطاب السياسي واحترام ذكاء المغاربة وعدم شخصنة الصراع الحزبي وإدارة المرحلة السياسة بدهاء العقل السياسي الرزين.. هي مبادىء من بين أخرى كانت تشكل تفرّد قادة مدرسة حزب الاستقلال في العمل السياسي، على الأقل قبل ما سمي مؤتمر سقوط “باب العزيزية” وبعده مؤتمر  “الصحون الطائرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *