عبد الله الشفشاوني
مع توالي إحتراق حزب “المصباح” من يوم لآخر، في الدار البيضاء، كما في الرباط وسلا، وصولًا إلى شفشاون، المدينة الهادئة في شمال المملكة، يبدو أن هناك تنسيق بين مختلف أعضاء “البيجيدي“، الذي يدبر غالبية المدن الكبرى و المتوسطة في المغرب، للبحث عن مشجب من أجل تعليق فشل تدبير عدد من الملفات التي تدخل حصريًا ضمن إختصاصهم كمسيريين للمجالس الترابية.
لقد كشف تهاطل الأمطار، في هذه الأيام، عن عشر سنوات من الفشل في التدبير و التسيير العشوائي، يعتمد على الشعارات، و التواجد في الفيسبوك، أكثر من التواجد مع المواطنين في هذه الظروف العصبية التي يمر بها المتضررون في فيضانات عدد من مدن يوجد علىرأس مجالسها منتخبون عن “البيجيدي“.
في شفشاون، “طاحت سمعة إخوان العثماني، علقوا رجال وزير الداخلية” مع الاعتذار على عن التصرف في هذا المثل المغربي الدال، طالما أن العبارة تفي بغرض تصوير المشهد .
لقد خرج منتخب ملتحي، بتدوينة نشرتها إحدى المواقع الإلكترونية حاول فيها تمويه المواطن من خلال تحميل رجال السلطة و أعوانها مسؤولية فشل الهيئة المنتخبة في الحضور إلى جانب المواطن خلال الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
هذا الكائن الفايسبوكي، واصل خبطه العشوائي، إذ قام بإتهام كل من ينتقد فشل المجلس، وغيابات رئيسه، من المدونين الشفشاونين، بالاشتغال لصالح السلطة، وهي تهم ينكره الواقع.
وظني بهذا الشخص، أن الاستعلاء المرضي، جعله يتوهم تملك سلطة تصنيف المواطنين ، على أساس من “ليس معنا فهو مع “المخزن“.
حوار الأسبوع . شاهد مفتي علبة أسرار العثماني يعلنها مدوية:”مات البيجيدي”
إنه أسلوب ينتمي لمدرسة فكر الإخوان المسلمين البائدة التي خربت المنطقة العربية و فرخت غالبية التنظيمات الدينية المتطرفة، لا بل إنه منطق شوفيني يعكس توجهًا سياسيًا متعمدًا لضرب أي معارضة شعبية لتدبيرهم الفاشل سياسيًا و إداريًا و تدبيريا، و عند محاسبتهم يرفعون شعار” تغول الداخلية” و “تغول العامل” و ما يظنون، وكأن السلطة و العامل، منعهم من التواجد بمكاتبهم، و من التواجد مع الساكنة، ومن القيام بواجبهم الذي إختزله بعضهم في التفرغ الفايسبوك لتخوين أي منتقد لهم، و الضرب تحت الحزام لإخراس أية معارضة محليةأو مركزية لهم، خاصة مع قرب إنتخابات 2021.
تدوينة ذلك المنتخب، التي نشرها الموقع الإلكتروني التابع لهم بالشمال، تكشف عن جهل كبير بقانون تدبير الشأن المحلي.
فهذا المنتخب، عليه أن يعود للقانون التنظيمي للجماعات المحلية 113/14 الذي حدد فيه اختصاصات الجماعات الترابية، وأن يعود للمادة 83 منه، التي لا تربط تدخل الجماعة بإشعار السلطة لهم، بل إن تدخلهم، ضروري و بنص القانون يدخل في إطار اختصاصاهم، اللهم إذاكانوا قد عجزوا عن ممارسة صلاحيتهم، آنذاك لا يجب أن يختبئوا وراء السلطة/العامل.. و تخوين المعارضين… بل أن يعترفوا بالفشل ويتركوا الساكنة تختار من يدبر الجوهرة الزرقاء بسياسة القرب و الانصات، و بسياسة الشراكة مع السلطة و الداخلية، والمجتمع المدنيالمستقل، و ليس إفتعال الاصطدام مع السلطة لتعليق أي فشل عليها.
إيوا نوض على سلامتك آسي