حوار : محمد سليكي

  بداية كطيار حربي سابق في القوات الجوية الملكية، وقائد عسكري سابق في حرب الصحراء، ماذا يعني عسكريا، تنظيف وحدة من الجيش المغربي في ساعة زمن واحدة،  لمنطقة الكركرات من مليشيات البوليساريو؟.

“دعني أقول، أن التدخل العسكري المغربي في المنطقة، جاء في إطار القانون والشرعية، وبدون نوايا قتالية، أي أنه كان تدخلا سلميا، إنتهى بإخلاء جزء من السيادة المغربية من تواجد ميليشيات عسكرية، للبوليساريو عرقلة حركية التنقل في الاتجاهين بين المغرب والشقيقة موريتانيا.

ثانيا، لقد أشهد المغرب، على مدى ثلاثة أسابيع المنتظم الدولي، ودول الجوار، على مغامرة مليشيات البوليساريو، وتجاوزاتها للمنطقة العازلة، وتوغلها داخل التراب المغربي، ومحاولتها إحداث مخيم يحاكي مخيم أكديم إيزيك، لفرض أمر الواقع أمام المغرب، وهو ما فطن له المغرب، وتعامل معه بالتكتيك الذكي وتدخل في التوقيت الذكي، وخرج منتصرا بعد تحرك عسكري ذكي، متسم ببرودة الأعصاب في تدبير الأزمة، وهو ما يعكس مهنية الجيش المغربي، وحكمة الدبلوماسية المغربية.

 برأيكم لماذا لم تحرك المغرب عسكريا إلا بعد 3 أسابيع على توغل الانفصاليين؟

” عطفا على ما سبق أن قلت بخصوص الذكاء وبرودة الأعصاب التي تعامل بها المغرب طوال تلك الأسابيع مع هذا الخرق المفضوح  للبوليساريو وتلويحها بالحرب وقطع الطريق فوق التراب المغربي بمنطقة الكركرات، هناك معطيات أخرى، لعل من أبرزها حرص المغرب الدائم على حفظ وإحترام إتفاق وقف إطلاق النار، وعدم الانسياق وراء إستفزازات البوليساريو، غير أنه مع تمادي الانفصاليين في تحدي الجميع، ومحاولتهم فرض أمر الواقع، سيأتي الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء، ليرسم خارطة طريق حزم المغرب في الدفاع عن حوزته وسيادته، وعندما دقت ساعة الحسم، جاء التحرك العسكري المغربي، موطرا بما يمنحه القانون من حقوق في الدفاع عن السيادة وشرعية في الدفاع عن النفس، لذلك فالمغرب، تعامل بذكاء مع الوضع على جميع المستويات، متوجا ذلك بإعلان القوات المسلحة الملكية المغربية، إقامة حزاما أمنيا لغلق منفذ تسلل الانفصاليين وتأمين تدفق السلع والأفراد عبر منطقة الكركرات، التي تربط المغرب بموريتانيا”.

 مؤثر بزاف..شاهد تعليق مغاربة وأفارقة على نصر الجيش المغربي في الكركرات

هل تعتقدون أن المليشيات ستواصل إستفززاتها للمغرب أو إعلان الحرب بالمنطقة بعد هزيمة الكركرات؟.

“هناك ثلاثة النقط مهمة في هذا الموضوع، أولا أن ما يهم المغرب، هو أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، وأن التدبير المغربي الذكي لأزمة الكركرات، إنتهت بإعلان القوات المسلحة الملكية، الكركرات منطقة آمنة.

ثانيا، البوليساريو، لا يمكن أن تعلن الحرب أو السلم من تلقاء نفسها، لأنها ليست سيدة قرارها، فالجزائر هي من تعطي الضوء الأخضر لأي قرار صادر بإسم البوليساريو.

ثالثا، الجزائر التي تعيش أزمات بنيوية، لا تخفى على أحد، والبوليساريو، التي تواجه يأس لاجئين من تحقق وهم إقامة دولة بدون شعب، بعد 45 سنة من الاحتجاز بتندوف فوق التراب الجزائري، وتقمع انتفاضاتهم بالحديد النار، يدركان، التطور الكبير الذي عرفه الجيش المغربي على عهد الملك محمد السادس، قائد أركان الحرب العامة بالقوات المسلحة الملكية، لا على مستوى العتاد أو التحديث، أو المهنية، أو الجاهزية، فضابط الجيش والجنود، يتمتعون بقدرات عسكرية عالية جدا، ويعرفون الصحراء” كدية، كدية”، لذلك فالبوليساريو والجزائر، لا يمكن أن يغامران بإعلان أي عدوان ضد المغرب، لأن ذلك سيكون نهاية كل شيء لديهما. نهاية البوليساريو ومصير النظام في الجزائر لن يكون ربما في أحسن حال من مصير  البوليساريو”.

*طيار حربي سابق شارك في حرب الصحراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. العز و النصر للقوات المسلحة الملكية الباسلة بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية