جواد مكرم 

تحت عنوان “توضيحات لا بد منها”، كشف ياسر ابن الطيبي عضو المكتب الاقليمي للشبيبة الرباط، الذي تم حله، وعضو اللجنة المكلفة بالتواصل بمبادرة النقد والتقييم، في رسالة إلى الرأي العام، أكذوبة “الديمقراطية الداخلية وحرية التعبير”، داخل حزب العدالة والتنمية.

شهادة شاهد من أهلها كما قالت العرب قديما، قدمت حزب العدالة والتنمية، كما لو كان تكنة عسكرية أو مؤسسية عقابية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت” الطاعة أو العقاب”.

ذنب ياسر ابن الطيبي، و700 مناضل ومناضلة معه، أنهم صدقوا شعارات الحزب /الخديعة، كمزاعم  قيامه على المؤسسات والديمقراطية الداخلية، وحرية التعبير، فقادهم  الحماس، إلى رفع مطلب مؤتمر استثنائي للحزب من أجل ما سموه ب”النقد والتقييم”، فنصبت لهم المشانق، وأعلنت بحق عدد من قادة هذه المبادرة أحكاما “غيابية” بالإقصاء لا بل وإعدام فرع شبيبة الحزب بالرباط، إلى حين إستنبات قيادة جديدة ليس من بينها من يرفع مطلب “النقد والتقييم” في وجه صقور البيجيدي، بقيادة سعد الدين العثماني ..

في خضم ذلك، هناك من يشكك في المبادرة و يدعي، أن أصحابها يخدمون أجندة عودة إبن كيران لقيادة الحزب، وتكريس مزاعم “ضعف العثماني”، لذلك انبرى الوزير محمد أمكراز الكاتب العام لشبيبة الحزب، إلى الرد على المبادرة قبل أن يعقب عليه في الصحف ابن الطيب، فيما وقع حمورو بتحفظ على الوثيقة، على عكس قبول إدريس الازمي بها، الذي بكى يوم تنحى إبنكيران، ورفض العمل مع العثماني كرئيس لفريق الحزب بمجلس النواب، قبل فضيحة “البيليكي”.

بين هذا وذاك ، الجريدة الالكترونية Le12.ma، تعيد نشر رسالة  ياسر ابن الطيبي، كما توصلت إليها و التي تبدء مسلسل الفضح من الحقيقة التالية:

على إثر الجدل الذي أثاره إدراج البلاغ الأخير لمبادرة النقد والتقييم لتعرض أعضاء لجنة التواصل للمبادرة لمضايقات، فإنه تبين لنا لزاما توضيح مجموعة من الأمور وسرد بعض التفاصيل المهمة تنويرا للرأي العام.

كيف بدءت قصة التهديدات؟

إن أول قصة لنا مع المضايقات بدأت منذ الدقائق الأولى بعد محاولتنا إيداع المذكرة ولائحة التوقيعات الأولية بالمقر المركزي للحزب بالرباط. ففور قيامنا بذلك تلقينا اتصالات من قيادات الشبيبة تضمنت تهديدات تنظيمية مباشرة وتوصيفات قاسية في حقنا.

ما تعرضنا له في الأيام الأولى تغاضينا عنه لدرجة أنه قد سئلنا عدة مرات من طرف أعضاء الحزب ومنابر إعلامية عن تعرضنا لمضايقات أو تهديدات فنفينا ذلك استحياء، لاسيما بعد أن رحب مكتب المجلس الوطني بالمبادرة، وإصدار بعض قيادات الحزب لتصريحات مشجعة ومرحبة بالمبادرة.

وبما أن التهديدات لم تنجح في تخويفنا، فقد لجأ البعض لسلك المسالك القانونية والتنظيمية لعلها تفلح في إبعادنا، وبما أن هذه التضييقات مست الهيئات التنظيمية من داخل الشبيبة، وأن الضرر لحق كذلك بإخوان لنا لا علاقة لهم بالمبادرة، فإننا اضطررنا لكشف هذه المضايقات والتنبيه إليها.

كيف دبر العقل الاقصائي العقاب الناعم؟

في هذا الصدد، فكر العقل الاقصائي في الدفع بتنظيم مؤتمر استثنائي للمكتب الاقليمي للشبيبة فرع الرباط، هذا المؤتمر بهذا الشكل الفجائي ورغم كل الظروف أبان أن القصد كله كان هو إبعاد عبد ربه والأخ ياسين جلوني لكوننا عضوين بالمكتب الاقليمي للشبيبة بالرباط، وإفقادنا لهذه الصفة مهما كلف الثمن لدرجة أن الأمر وصل لحل المكتب الاقليمي بعد أن فشلت خطة تنظيم المؤتمر الاستثنائي. 

لماذا الدعوة لمؤتمر استثنائي للشبيبة اقليم الرباط؟ وهل هناك حاجة ملحة لهذا المؤتمر؟

بعد استقالة الكاتب الاقليمي للشبيبة فرع الرباط منذ أزيد من تسعة أشهر، تولى المسؤولية نائبه، وكان هناك إجماع في المكتب على أن يستمر الأخ نائب الكاتب الاقليمي بأداء مهام الأخ المستقيل دونما حاجة لعقد مؤتمر استثنائي، حيث استمر الاشتغال بشكل سلس ومنتظم، وكانت تعقد لقاءات المكتب بشكل عادي، وكان المكتب الاقليمي يقوم بأدواره التأطيرية والتواصلية كالعادة، وشارك في الحملة الوطنية “أحميك وطني” والتي أطلقتها الشبيبة، وأي من يشك في هذا الأمر ما عليه إلا الإطلاع على الصفحة الرسمية للشبيبة بالإقليم. 

إلا أنه وبعد أشهر من الاشتغال، نفاجئ بقرار من الكتابة الجهوية بضرورة الاستعجال بعقد مؤتمر استثنائي في أجل محدد (10 أيام). بعد استفسارنا عن دواعي هذا المؤتمر الفجائي، سمعنا تبريرات بكون الكتابة الجهوية تعمل على هيكلة المكاتب الاقليمية الغير مهيكلة، رغم أن المكتب الاقليمي لا يعاني من مشاكل تنظيمية تستدعي إعادة هيكلته أو بالأحرى حله.

ماهي حيثيات طلب عقد مؤتمر استثنائي للكتابة الاقليمية للشبيبة فرع الرباط؟

أول ملاحظة تسجل في هذا الإطار أننا  تلقينا خبر إعلان الكتابة الجهوية لتنظيم المؤتمر من خلال رسالة على الواتساب من الأخ الكاتب الاقليمي بالنيابة، فحوى هذه الرسالة هو ما أخبره به الكاتب الجهوي بضرورة عقد مؤتمر استثنائي فقط من خلال اتصال هاتفي وبدون أي مراسلة رسمية من هيئة مسؤولة إلى هيئة أخرى، مما يعكس غيابا تام لأي اعتبار واحترام للمكتب الاقليمي فرع الرباط كهيئة مسؤولة، لاسيما أن الأمر هنا يتعلق بمحطة تنظيمية هامة (المؤتمر الاقليمي) وليس أمرا بسيطا أو ثانويا فقط يحتاج إلى إخبار من خلال اتصال هاتفي أو رسالة نصية.

بعد تدقيقنا في أمر هذا الطلب، تبين لنا أن الكتابة الجهوية تلقت مراسلات من جهة ما تطالبها بضرورة إعادة هيكلة الكتابة الاقليمية فرع الرباط في أقرب الآجال. 

فمن باب الوضوح الذي يكون بين المؤسسات والهيئات لا بد لزاما الإجابة عن السؤال: من طالب بعقد مؤتمر استثنائي لفرع الرباط ؟ 

اللجنة المشرفة على تنظيم المؤتمر: طيلة المدة التي أعلن فيها عن موعد المؤتمر، لم نعلم بأي لجنة قد أسست لغرض التحضير لهذا المؤتمر.

بخصوص اللوائح المعتمدة: نفاجئ على غير العادة باعتماد لوائح غير مضبوطة، بحيث أن المؤتمرين في المؤتمر الاستثنائي يكونون هم نفسهم المؤتمرون المدعوون لآخر مؤتمر عادي، ونسجل هنا أن اللوائح التي توصلنا بها لا تضم العديد من الأسماء التي تم استدعاؤها لحضور المؤتمر العادي الأخير من أبرزها د ياسين جلوني، بالإضافة للعديد من الأسماء التي كان لها حضور قوي ومساهمة فعالة في الحملة الانتخابية بالإقليم سنة 2016 (أي قبل سنتين من آخر مؤتمر اقليمي للشبيبة فرع الرباط) والتي أغلبها الآن أعضاء بالمكتب المحلي لمحلية أكدال الرياض.

رغم تسجيلنا لهذه الملاحظات بخصوص اللوائح فقد رفض تعديلها وتصحيحها، وأن اللوائح التي توصلنا بها هي المعتمدة حصرا، مما يستبطن نية لإقصاء العديد من الأسماء النشطة بالإقليم.

كيف تجاوب المكتب الاقليمي مع قرار المؤتمر الاستثنائي؟ 

بعد ما قررت الكتابة الجهوية لشبيبة العدالة والتنمية عقد المؤتمر الإستثنائي بالرباط، تجند الإخوة و الأخوات أعضاء الكتابة الإقليمية من أجل اتخاذ التدابير الكفيلة بإنجاح هذه المحطة النضالية.

وقد قامت الكتابة الإقليمية في هذا الصدد بالتواصل مع الأعضاء المؤتمرين من أجل إخبارهم بتاريخ و مكان عقد المؤتمر الإستثنائي وكذا مع الكتاب المحليين من أجل إشراكهم في جهود التعبئة لهذا المؤتمر، و قد لقيت الدعوة تفاعلا وتأكيدا من عدد من الأعضاء. لدرجة أن مجموعة من الإخوة المنحدرين من مناطق بعيدة والذين يدرسون باقليم الرباط، تكبدوا عناء السفر رغم كل الظروف للمشاركة في إنجاح المؤتمر، ما يعكس الجدية الكبيرة التي أبان عنها اقليم الرباط في التحضير لهذا المؤتمر ، وأيضا احترامهم لقرارات الكتابة الجهوية، ما يزيد تأكيدا على أن شبيبة اقليم الرباط معافاة من أي إشكالات تنظيمية قد تشل حيويتها وتجمد نشاطها.

وحيث أن بعض أعضاء الكتابة الإقليمية طالبو بتأجيل المؤتمر الإستثنائي بسبب الظروف الصحية التي تعيشها بلادنا، قام الكاتب الاقليمي بالنيابة بالتواصل مع الأخ الكاتب الجهوي هاتفيا من أجل اطلاعه على المقترح، وبعث له فيما بعد مسودة مراسلة غير موقعة في هذا الشأن أعدها أحد الإخوة من المكتب استطلاعا لرأيه.

وبعد هذه المراسلة الأولى الموجهة للكتابة الجهوية، نفاجئ أن أول رد لهذه الأخيرة هو الحل دون توضيح للحيثيات و دون ذكر السند القانوني الذي بني عليه هذا القرار الغير مسؤول، مما يوحي أن متخذي هذا القرار أو من وسوس لهم بذلك، يتعاملون مع هيئات الشبيبة كأنها ملك لهم يتصرفون فيها بكل حرية دون حاجة لتبرير أو توضيح.

ماذا تعني مراسلة حل الفرع؟

هذه المراسلة بهذا الشكل تفضح النزعة الصراعية والتنازعية التي أبانت عنها الكتابة الجهوية للشبيبة مع اقليم الرباط، كما لو أن هناك حسابات ينبغي أن تصفى بسرعة دون حوار أو نقاش أو تردد، وهذا ما يؤكد ما سبق وأن ذكرناه أن هناك نية مبيتة لإفقادنا صفة العضوية بالمكتب الاقليمي للشبيبة تحت أي ذريعة، حتى وإن تطلب الأمر حل المكتب الإقليمي.

هذا الحل بهذه الطريقة دفع الكاتب الاقليمي بالنيابة لتقديم طعن في هذا القرار موجه للكاتب الوطني، الطعن المقدم كان مدعوما بإسنادات قانونية منها أن المادة 19 من النظام الداخلي للشبيبة لا تتيح إمكانية حل المكتب في هذه الحالة. وكدليل على أننا تجنبنا التسرع وتركنا الفرصة لاستدراك الأمر أن قرار الحل كان يوم الخميس 8 أكتوبر، والطعن تم إرساله يوم الجمعة 9 أكتوبر (أي قبل 10أيام)، وإلى حدود الساعة لم نتوصل بأي جواب على الطعن المقدم، ما يعني أن قرار الحل المكتب مازال ساري المفعول.

ملاحظات أخيرة:

إن ما سبق ذكره يعري حجم الضبابية والارتجالية والعبثية في تنظيم هذا المؤتمر الاقصائي وليس الاستثنائي، والذي دبر بليل لحاجة في نفس يعقوب، مما يشكل مسا بالديمقراطية الداخلية للشبيبة والتي تستدعي التعامل بمنطق الصراحة والوضوح اللازمين، وليس بمنطق التعليمات الفوقية والمجهولة المصدر والتي تم بها التحضير لهذا المؤتمر.

إن حيثيات هذا المؤتمر واتخاذه ذريعة لحل المكتب الاقليمي، فيه إهانة بليغة لمؤسسات الشبيبة وسمعتها وإهانة للمناضلين ، والتي لم نكن نتوقع أن يصل بنا الأمر لنعيش من داخل شبيبتنا ما كنا نعيبه على التنظيمات الحزبية الكرتونية.

ما وقع لنا من مضايقات يكشف بشكل ملموس أن البعض يكثر من الحديث عن الديمقراطية الداخلية وحرية التعبير، إلا أنه مع أول اختلاف في وجهات النظر يصل به الأمر إلى استعمال جميع الوسائل المشروعة والغير مشروعة لإبعادك وإقصائك مهما كلف الثمن، وحتى إن كان هناك ضحايا لا مسؤولية لهم فيما حصل.

وفي الختام لا بد أن نشير الغرض من هذا التوضيح ليس الدخول في معارك هامشية أو صراعات شخصية، إنما الإشارة إلى أن هذه الأساليب لن تثنينا عن مواصلة ما نعتقده خيرا لحزبنا وأن المبادرة أكبر من أن تحجم بهكذا أفعال.قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ {الصف: 2، 3}.

  *ياسر ابن الطيبي

 عضو المكتب الاقليمي للشبيبة الرباط، الذي تم حله.

 عضو اللجنة المكلفة بالتواصل بمبادرة النقد والتقييم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *