سعيد ناشيد (مفكر مغربي)

وزارة التعليم لم تستطع تحمل مسؤولية أي قرار، فقررت ما يلي:

اعتماد صيغة التعليم عن بعد مع توفير التعليم الحضوري للتلاميذ الذين يرغب آباؤهم في ذلك.فماذا كانت تتوقع؟

الآن أكثر من تسعين في المئة من الآباء اختاروا التعليم الحضوري، تحت شعار “وليكن ما يكن“.

معناه أن الآباء أعادوا الكرة بقوة إلى ملعب الوزارة، وهو اتجاه صحيح.

بفعل الارتباك ستلوح الوزارة بمقترح التفويج، الذي يعني 3 أيام تعلم حضوري، و3 أيام لا حضوري ولا عن بعد ولا أي شيء، هذا في الابتدائي أما في الإعدادي والثانوي فإمكانيات ذلك غير متوفرة أصلا، وعموما ستكون المعادلة هي: نصف دراسة زائد نصف حماية من الوباء. فما النتيجة المتوقعة إذا؟

السؤال الحقيقي هل هناك خيارات أخرى؟ الإجابة الحقيقية لا.. إذ كان من المفترض أن تكون المخططات البديلة جاهزة قبل متم عطلة الصيف، من حيث التقنيات والتكاوين والبرامج والمناهج وتدبير الموارد إلخ. لكن آفة المسؤولين عندنا هي التنطع، ولديهم في ذلك ما يكفي من “القوالب الجاهزة”: مدبرها حكيم، الصباح رباح، كفى من التهويل، إلخ. ذات مرة قال لي أحد المسؤولين الإندونيسيين: المتفائل مستشار سيئ.

تلك معضلة معظم المستشارين عندنا، والذين من فرط تفاؤلهم توهموا أن الجائحة لن تعمر طويلا، رغم أن المعطيات كانت تؤكد منذ البداية بأن الجائحة ستطول.

أتمنى السلامة لأبنائنا وللجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *