le12.ma-وكالات

لم يكن جورج فلويد الأمريكي من أصل إفريقي، يعلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما جثم ضابط شرطة أبيض على عنقه لمدة تزيد عن تسع دقائق، أن هذا الحادث المأساوي سيتردد صداه على الجانب الآخر من الحدود وفي العديد من المناطق عبر العالم ، مولدا زخما جديدا في المعركة ضد العنصرية.

وفي خضم ردود الفعل التي أثارتها هذه المأساة ، شهدت كندا عدة مظاهرات داعمة للسود ومنددة بالعنف الممارس من قبل الشرطة.

وقال رئيس الوزراء جوستين ترودو الاثنين “أنا هنا للاستماع إلى مطالب الكنديين السود. أنصت لكم وأنتم تنددون بالتمييز الممنهج والعنصرية والتمييز الذي لا يزال قائما هنا وأنا على استعداد للفعل”.

ولم يتردد رئيس الحكومة الكندية يوم الجمعة في المشاركة في مسيرة نظمت أمام البرلمان في أوتاوا مرتديا قناعا أسود، وجثا على ركبته مع المشاركين لمدة ثماني دقائق ، تكريما لجورج فلويد الذي أثارت وفاته موجة من السخط في الولايات المتحدة.

وأكد ترودو أن الأهم هو التركيز على التمييز الممنهج الذي يعاني منه الكنديون من مجتمع السود، مشددا على أن من مسؤوليته الدفاع عن مصالح الكنديين.

وقال: “العنصرية ضد السود والتمييز الممنهج والظلم ، موجودة هنا أيضا” ، مشيرا إلى أن البلاد تواجه أيضا تحديات كبيرة.

ويتعلق الامر في الواقع بظاهرة لا تزال قائمة كما يتضح ذلك من المظاهرات الحاشدة التي خرجت في المدن الكبرى مثل مونتريال وتورنتو وكيبيك وفانكوفر تعبيرا عن التضامن مع المتظاهرين الأمريكيين.

وبالإضافة إلى الحكومة الفيدرالية ، تحاول حكومات المقاطعات أيضا طمأنة الرأي العام و الكشف عن استراتيجيات لمكافحة العنصرية. ففي مونتريال ، دعا المنظمون خلال المظاهرة الثانية التي ضمت حوالي 15 ألف شخص ، الى التعبئة من أجل السلام، كما استنكروا تصريحات رئيس وزراء كيبيك فرانسوا ليغولت حول العنصرية الممنهجة.

واعتبر ليغولت أن ” المشكلة في كيبيك ليست خطيرة كما هو الحال جنوب الحدود”، مضيفا أن التمييز المنهجي ” لا وجود له لأن الأشخاص العنصريين هم قلة”.

وقال ليغولت الاثنين في مؤتمره الصحفي اليومي “يجب ألا نلقي خطبا منمقة فحسب ، بل يجب أن نعمل”، مؤكدا أنه لا توجد عنصرية ممنهجة في كيبيك.

كما وصف شهادات الأشخاص الذين كانوا ضحايا لممارسات عنصرية والتي تم بثها في الأيام القليلة الماضية بأنها “مقلقة للغاية” ، مشيرا إلى أن حكومته تعمل على وضع خطة لمكافحة العنصرية.

وفي تورونتو، عاصمة مقاطعة أونتاريو جاب الآلاف يومي الجمعة والسبت المحاور الرئيسية في المدينة للتنديد بالتمييز الممنهج.

وبعد أن أكد أن كندا لا تعيش “نفس المشاكل الممنهجة التي كانت قائمة منذ سنوات” عندما يتعلق الأمر بالعنصرية ، أقر رئيس وزراء أونتاريو ،دوغ فورد، أن المقاطعة تجر وراءها “تاريخا من العنصرية” يعود إلى عدة عقود. وأضاف أنه “من الواضح ، كما كان الحال منذ عقود ، أن الناس يعانون منها حاليا”.

وفي مناسبات عديدة ، كما هو الحال في مدينتي مونتريال وتورونتو ، أصر عناصر الشرطة على الاصطفاف الى جانب المتظاهرين، و جثوا على ركبهم.

ويطالب المتظاهرون بتزويد عناصر الشرطة بكاميرات محمولة، وهو طلب أيده رئيس الوزراء جوستين ترودو، معتبرا أن “الكاميرات المحمولة تشكل أداة للشفافية والمساءلة”.

وأعلن مدير جهاز شرطة مونتريال ، سيلفان كارون ، أنه سيتم الكشف في 8 يوليوز عن سياسة جديدة تؤطر عمليات الاعتقال التي تقوم بها الشرطة.

وتعد هذه السياسة ثمرة توصيات تقرير أمرت مدينة مونتريال بإنجازه، والذي كشف وجود ممارسات عنصرية “ممنهجة” في التعامل مع أفراد بعض الأقليات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *