حاورته: صوفيا العمالكي

عرف تأجيل الترقيات والتوظيفات في بعض القطاعات ردة فعل قوية من طرف النقابات والمجتمع المدني، بين مؤيد ومعارض، وللتطرق لهذا الموضوع ربطت جريدة Le12.ma، إتصالا هاتفيا بعبد السلام الصديقي وزير سابق وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم و الاشتراكية وكانت هذه إجاباته على أسئلتنا:

 عبر المكتب السياسي للحزب عن استنكاره لتعليق الحكومة الترقيات والتوظيف ما تعليقكم؟

حينما يقبل الحزب على اتخاذ موقف معين حول قضية معينة فإنه يحيط الموضوع من كل جوانبه وهذا سلوك ثابت لحزبنا وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي نمر منها فالحزب لم يعبر عن استنكاره بل عبر عن عدم تفهمه والفرق شاسع بين العبارتين خصوصا في الأدبيات السياسية.

الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة بخصوص تجميد الترقيات والتوظيفات بالنسبة لجميع الوزارات باستثناء وزارتي الداخلية والصحة موقف غير مفهوم لأنه لا يأخذ بعين الإعتبار الظرفية السياسية التي تمر منها البلاد فيما الأوضاع تتطلب تقوية الجبهة الداخلية وتضامن الشعب المغربي برمته حول قضايا حيوية وحياتية، ليأتي هذا الإجراء لتعكير الأجواء وخلق بلبلة نحن غنى عنها، دون أن تأخد بعين الإعتبار التكلفة المحدودة جدا المترتبة على الترقيات، و كان علينا أن نتعامل مع الموضوع بشكل مرن و نترك المجال للمعنيين بالأمر للتبرع بصفة إرادية بهذه المبالغ.

 أليس من حق الحكومة على الأقل تأجيل التوظيفات في هذه الظروف الحرجة ؟

تأجيل التوظيفات مسألة قابلة للنقاش وإن كانت ليست بالأولوية أمامنا بعض الشهور لمعرفة الإتجاه الذي تتطور فيه الأوضاع، أحيطكم علما أن التوظيفات لا تتم إلا في الشهور الأخيرة من السنة وذلك حينما تكون الأوضاع عادية وهذه ممارسة تلجأ إليها العديد من الإدارات حتى لا تثقل الميزانية، وهناك تقنيات عديدة تستعمل في هذا الشأن لا حاجة للتفصيل فيها.

 كوزير سابق للقطاع كيف ترون طريقة تدبير الدولة من خلال لجنة اليقظة للملف الاجتماعي؟

علينا أن نعترف وبكل موضوعية وروح وطنية أن الدولة دبرت إلى حدود اليوم هذه الأزمة بتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية على أحسن وجه وكل من يدعي العكس سيكون  غير واقعي بل وديماغوجي، من كان يتصور في الماضي القريب أن نضمن دخلا قارا رغم محدودياته للفئات المعوزة؟ من كان يتصور أن الدولة ستضمن 2000درهم شهريا بالنسبة لكل العمال المسجلين في نظام الضمان الإجتماعي؟ طبعا قد تكون لدينا إنتقادات طفيفة حول الأجرأة إلا أن الظرف يقتضي الإتحاد حول الهدف المشترك التوحيد بين الجهود حتى نكون كشعب في مستوى التحديات التي تواجه أمتنا، و نصطف كرجل واحد تحت قيادة ملك البلاد، نحن في وضعية حرب ضد عدو غير معروف وهو ما يجعل المهمة صعبة للغاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *