مصطفى قسوي
بعد ساعات من إعتماده رسميا من طرف وزارة الصحة المغربية، ضمن وصفة الأدوية المخصصة لمعالجة المصابين، بفيروس كورونا حسب البروتوكول العلاجي الذي أقرته اللجنة العلمية المغربية، لم تبادر الحكومة الفرنسية، إلى حسم الجدل بين مؤيد لإستعماله بزعامة البروفيسور Raoult (الصورة)، ومعارضيه، بل سارعت إلى إعلان إشرافها المباشر على كل عمليات توزيع وتصدير دواء بلانكيل الذي بدء يباع بصيدليات العاصمة باريس وغيرها، كما ببعض دول العالم ومن بينها المغرب.
المرسوم الفرنسي
وحسب جريدة ” ليكسبريس” الفرنسية فإن الحكومة الفرنسية أصدرت صباح يومه الخميس مرسوما يقضي بمنع تداول دواء بلانكيل كعلاج لفيروس كورونا والتحكم في بيعه حماية لصحة المواطنين خاصة أن مجموعة من الخبراء حذروا من مضاعفاته على بعض المرضى بحيث لا يسمح ببيعه داخل الصيدليات إلا بوصفة طبيب وللأمراض الموصى بها علميا .
وينص المرسوم، الذي إطلعت جريدة le12.ma ، على نسخته الالكترونية، أيضا على حظر تصدير الأدوية التي تحتوي على مادة الهيدروكسيكلوكروكين، والأدوية التي تحتوي على مزيج lopinavir / ritonavir ، وهي الأدوية التي تصنعها شركة “سانوفي” الفرنسية، والتي إقتنى المغرب من فرع بالدار البيضاء، مخزونها الكامل من دواء الكلوروكين، وهو تدبير سيادي فرنسي يرى خبراء أنه ناتج عن حاجة فرنسا حاليا لمخزون وانتاج الشركة الام لمواجهة الطلب الداخلي مع تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا بفرنسا.
ويذكر أن شركة “سانوفي” الفرنسية للأدوية كانت أعلنت عن إمكانية استعمال هذا المضاد الحيوي علاجا لفيروس كورونا، على ضوء ما أسمته النتائج المشجعة لدراسة أجريت على هذا الدواء وتعهدت بوضعه في متناول فرنسا، كما أن المغرب حصل على مخزون الشركة من هذا الدواء الذي تنتجه بالفرع التابع لها بالدار البيضاء.
المخزون المغربي
بشرى مداح مديرة مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، ستؤكد أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب يتوفر حاليا على مخزون من دواء الكلوروكين المصنع محليا والمستورد، وتم توزيع هذه الأدوية على المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات الجهوية والإقليمية.
ولفتت مداح، في تصريح نقلته جريدة le12.ma مباشرة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي”الفايسبوك”، نقلا عن القناة الثانية، إلى أن وزارة الصحة حرصت، عقب قرار اللجنة العلمية والتقنية باستخدام هذا الدواء لعلاج المصابين بفيروس كورونا، على أن توفر بصفة استعجالية كل الوسائل اللازمة لضمان التفعيل الدقيق والآمن لهذا القرار.
وذكرت مديرة مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة بأن الوزارة أصدرت دورية رقم 22 موجهة لجميع مهنيي الصحة بتاريخ 23 مارس مباشرة بعد صدور توصيات اللجنة العملية والتقنية، في شأن شروط وكيفية استعمال هذا البروتوكول العلاجي من أجل تدبير وطني وعقلاني لمخرون هذا الدواء بالمغرب.
وطمأنت مداح جميع المغاربة المصابين بأمراض مزمنة الذين يستعملون أدوية تحتوي في تركيبتها على مادة الكلوروكين أن بإمكانهم الحصول على حاجاتهم من الأدوية مجانا وبصفة ظرفية واستثنائية من الصيدليات الجهوية والإقليمية التابعة لوزارة الصحة القريبة من مقر سكناهم، وذلك بعد الإدلاء بملفهم الطبي والوصفة الطبية، مشددة على أن الوزارة تسهر على توفير جميع أنواع الأجوية الأساسية لتغطية حاجيات المواطنين داخل المستشفيات بجميع ربوع المملكة.
شركات أخرى
من جهته أفاد البروفيسور عبد الفتاح شكيب، الأخصائي في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، أن دواء الكلوروكين، “يوصف لعلاج كل المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد بالمغرب”، مؤكدا توفره بكميات كافية.
و قال البروفيسور عبد الفتاح شكيب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الخميس، إن “اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة بوزارة الصحة قررت اعتماد هذا البروتوكول لعلاج كل المرضى، وليس الحالات الخطيرة فقط”.
وأضاف أن “الوزارة اقتنت كل المخزون المتوفر لدى المختبر المصنع لهذا الدواء”، مشيرا إلى أن شركات صناعة الأدوية “مستعدة لتصنيع الكلوروكين وتوزيعه عبر العالم”.
