سعد المتولي ــ الدار البيضاء

في واحدة من المشاهد “الغريبة وغير المسبوقة” في المغرب شهدت المحلات التجارية الكبرى، منذ أمس الجمعة، في عدد من المدن المغربية أكبر عملية تسوق في تاريخ  داخل هاته المحلات، وذلك تحسبا لأي قرار قد يضطر المغاربة إلى البقاء في المنزل، خوفا من “كورونا”.

ووفق ما عاينته “le12.ma  في عدد من المتاجر الكبرى بمدينة الدار البيضاء، فقد عرفت فوضى عارمة، بعد توافد كبير للزبناء، الذين سارعوا لاقتناء حاجياتهم من المأكولات والمشروبات ومواد النظافة بكميات وصفت بـ “غير المعقولة”.

ونفذت بسرعة كبيرة المنتجات الأكثر طلبا من قبيل الحليب، والياغورت، والخضر، واللحوم، والمعلبات والمصبرات، والدقيق والقطاني، ومواد التنظيف، وهو ما دفع هاته المتاجر للإعلان عن نفاذ مؤقت لبعض المنتجات بسبب الإقبال الكبير عليها.

وعلى غرار مدينة الدار البيضاء فقد عرفت المدن الكبرى في المغرب من قبيل مراكش وطنجة وأكادير بدورها أكبر عملية للتسوق، إذ شوهد الزبناء داخل “السوبر مارشيات”، وهم يجرون العربات مملوءة عن آخرها بأكثر من اللازم، وهو الأمر الذي أغضب رواد مواقع التواصل واصفين ذلك بـ”اللهطة” اللي ضربات المغاربة.

في الوقت الذي استذكر نشطاء آخرين لما حدث للمغرب في أربعينيات القرن الماضي حينما أصاب المغرب المجاعة الذي سمي آنذاك بـ”عام البون”، مؤكدين أن الخوف من الجوع هو المحرك الأساسي للمغاربة دون إعلان البلاد عن أي حالة طوارئ.

وقالوا في تدوينات لهم: “أولا الدولة لم تعلن عن حالة طوارئ باش تمشي كتجري تشري سطوك د 17 عام علما أننا من أقل الدول ضررا من الفيروس، ثانيا: افتراضا حنا في حالة طوارئ واش بهاد الطريقة غنغياجيو ؟! ملي غتشري نتا ولا نتي 200 لتر د الزيت و 200 كيلو د الطحين شنو غيبقى لخوك المسلم ولجارك و للشعب كااامل ؟؟”.  ثالثا و الأعظم: جعلتي ناس ضعفاء يحسوا أنهم فعلا فقراء و خافو على عائلاتهم تموت بالجوع وهو أصلا ما كاين والو؛ كاين لي بدا كيفكر يتسلف باش يعتق ولادو وأطفال صغارين قالو علاش حنا ماشريناش فحال الناس”.

وفي المقابل لم يتم تسجيل في المدن الصغرى والأحياء الشعبية أي عملية تسوق كبرى، وذلك بسبب ثقافة بعض الفئات المغربية التي تقتني من “مول الحانوت”، أو “الهري” إضافة إلى عاملا المستوى المعيشي والقدرة الشرائية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *