رئاسة تحرير موقع le12

 

في الوقت الذي اشتدّت وتيرة الانتقادات الموجَّهة لحكومة البيجيدي بعد قرارها، المخالف لِما كان مُتوقّعا بحسب السّير العادي للأمور، وأيضا للقرار الذي كان قد وقّعه رئيس الحكومة بنفسه، يواصل البيجيديون فصول مسرحية لم تعد تُضحك أحدا غيرهم، عندما اختار كهنتهم بخصوص ما أضحى يعرف شعبيا بـ”ساعة الجحيم”. تقديم فروض الطاعة صباحا، وممارسة هواية العذر مساء..

مناسبة هذا الكلام تحريك قيادة البيجيدي خلاياه الإعلامية النائمة للترويج، على نطاق واسع، لسؤال شفهي لفريق الحزب في البرلمان، موجه للوزير بنعبد القادر حول “ساعة الجحيم” الإضافية، كما لو أن الرجل مسؤول في حكومة جزيرة الوقواق، وهم حزب معارض قلبُه على الشعب!، وليس يقود حكومة خدعة الشعب.

ثمة ثلاثة مؤشرات دالة على فضيحة حزب “لامبة”من خلال هذه المناورة السخيفة، التي تضرب ما تبقى لهذا الحزب من ثقة عند حلفائه في حكومة آيلة للسقوط، قبل خصومه وغالبية من انخدعوا بالتصويت عليه.

المؤشر الأول هو افتضاح العقيدة الانتهازية، أو قل “الانقلابية”، على الحلفاء قبل الخصوم، التي تسكن عقول صناع القرار داخل حزب”لامبة”، عندما انتهز كهنته موضوع “الساعة”، لتصفية حساباتهم المتراكمة مع حليف حزبهم وغريمه الاتحاد الاشتراكي.

المؤشر الثاني هو محاولة قادة الحزب الأغلبي، من خلال قرار مساءلتهم “البايْخة” للوزير الاتحادي حول موضوع زيادة ساعة، إبعاد الغضب الشعبي على حزبه، الذي وقع أمينه العام، بصفته رئيسا للحكومة، على مرسوم “ساعة الجحيم”، والظهور امام الشعب مظهر الحزب المتفاعل مع نبضه والمنشغل بقضاياه…

المؤشر الثالث، وليس الأخير، هو تعرية هذه المناورة الخبيثة،  جبن رئيس الحكومة وحزبه وعجزه عن قول الحقيقة للشعب حول “مرسوم ترسيم ساعة الجحيم”، ورمي كرة تقديم إجابات حول القرار، في ملعب وزير منتدب يدعى محمد بنعبد القادر، كما لو أنه هو رئيس الحكومة، والعثماني وزيرٌ منتدب عنده!
لذلك فإذا كان رئيس الحكومة لا يعرف خلفيات قرار “الساعة” وأمضى مرسومها، بعدما استنفر اجتماعا حكوميا لهذا الغرض، فتلك كارثة عظمى.. وإذا كان يعلم وسمح بتوجيه ضربات تحت الحزام للوزير بنعبد القادر كما فعل الوزير الخلفي اليوم عندما أحال الصحافة وهي تبحث عن اجابات حول”الساعة”، على الوزير الاتحادي، بدل تحمل مسؤول أداء واجبه كناطق باسم الحكومة، فتلك”مصيبة”.. تشرعن حل حكومة” لعب العيال”..
فعلى مَن يضحك هؤلاء؟ وإلى متى يستمرّون في هروبهم إلى الأمام، في تجاهل تامّ لمطالب الشارع وانتظاراته من حكومة خيّبتْ حتى انتظارات تلك الفئة من المغاربة التي صوّتت عليهم.
في خضمّ هذا السّير في الاتجاه المعاكس من حكومة البيجيدي لتطلعات المغاربة وتوقّعاتهم المتفائلة بخصوص مجالات حيوية ترتبط بمعيشهم اليوميّ، على رأسها الصحة والتعليم والتشغيل، والتي تعرف، مثل غيرها من المجالات الحيوية، تردّيا غيرَ مسبوق؛ يفرض هذا السؤال نفسه: أيّ معنى لأن يَسأل زيدٌ أخاه عمراً؟!
بْالعربية تاعّرابتْ : عْلى مْن تيضحكو هاد صْحاب لامْبة؟ .. الجواب..إنهم يقبلون المظلة ويغدرون ببنعبد القادر..  ذلك ما فضحته “ساعة الجحيم”!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *