متابعة: هشام الضوو

نظمت “الجبهة الاجتماعية المغربية” مسيرة احتجاجية، صباح اليوم الأحد، انطلقت من ساحة النصر بمدينة الدار البيضاء، وذلك إحياء للذكرى التاسعة لـ(حراك 20 فبراير) و”تأكيدا لاستمرار المطالب الملحة للحركة الاحتجاجية الشعبية، التي انطلقت في عام 2011″.

والد الزفزافي وشعارات “20 فبراير”

وشهدت المسيرة، التي اختير لها شعار “تقهرنا”، حضور عدد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والنقابية، إضافة إلى والد ناصر الزفزافي، أحد معتقلي “حراك الريف”، وذلك للمطالبة، “بعدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية السياسية، والإفراج عن المعتقلين السياسين،  ومحاربة الفساد والاحتكار والريع، فضلا عن تشغيل الشباب ومناهضة القوانين (التراجعية) في المجالات الاجتماعية والحقوقية”.

ورفع المتظاهرون، طيلة المسيرة، الشعارات نفسها التي كانت تتردد في مظاهرات “20 فبراير” السابقة، والتي ترتكز على “الحرية والعدالة الاجتماعية والتقسيم العادل للثروات”.

وصدحت حناجر المحتجين بشعارات من قبيل : “بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون، ويا مخزن حذاري هذا احتجاج انذاري، حييوا صمود الجماهير.. الشعب يريد اسقاط الفساد..وغيرها من الشعارات”.

بوطوالة و”الضغوطات النضالية”

وعن هاته المسيرة قال علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن “هذه أول مسيرة تنظمها الجبهة الاجتماعية المغربية وذلك في ظل فرز اجتماعي حقيقي لشعب يروم إلى النضال، وفق برنامج ديموقراطي، والذي يسعى إلى التصدي للهجوم القوي على القدرة الشرائية للمواطنين”.

وأوضح بوطوالة، في تصريح لـ”le12.ma” أن “هذه المسيرة تأتي، أيضا، للاحتجاج على ما يهم المواطن المغربي من تعليم الذي يسير في اتجاه الخوصصة، وكذلك على مستوى الصحة المتدهورة لأبعد حدود، فضلا عن وقف الضغوطات المفروضة على الساحة النضالية”.

وأكد الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن هذه المسيرة “هي من أجل التنديد بالأحكام القضائية (الجائرة) في حق معتقلي حراك الريف (…) اليوم نضالنا وخطوتنا هو لإطلاق سراحهم والتفاوض على القضايا التي يطرحونها”.

البراهمة ومعتقلي “حراك الريف”

من جابه قال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، إن “المسيرة تأتي من أجل التجاوب مع قضايا ومتطلبات المرحلة، خاصة أننا نعيش اليوم وضعية في المجالات الاجتماعية التي وصل فيها الوضع إلى حد لا يطاق”.

وطالب البراهمة، في تصريح لـ”le12.ma من المسؤولين بـ”إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي حراك الريف”، معتبرا أن هذه “مسألة جوهرية”، قبل أن يستطرد: “من اللازم أن تتوجه الدولة اليوم إلى إصلاحات عميقة وحقيقية وفعلية من أجل تلافي الكثير من الأوضاع المأزومة”.

وأكد الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي أن “اليوم نتوجه بخطابنا وبندائنا في المسيرة الشعبية إلى الدولة وليس الحكومة إذ أننا نعرف وضعها الخاص، التي تبقى مبادرتها تدبيرية فقط (…) نحن ننادي اليوم بأن يتم إصلاح الوضع وفي مقدمتها إطلاق السراح للمعتقلين السياسيين”.

العلمي و”الإصلاحات الجريئة”

أما خالد العلمي، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، فأكد أن “مسيرة اليوم جاءت كجواب للحظة التاريخية التي تشهدها البلاد، والتي تتسم بالأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية”، معتبرا أن “مسيرة الجبهة الاجتماعية المغربية تأتي لمنح الأمل للمغاربة بعد فقدان الثقة، وأنه بإمكانه الخروج والتظاهر في الشارع”.

وقال العلمي، في تصريح لـ”le12.ma أن “المسيرة تحمل رسائل قوية للدولة من أجل الإسراع بالقيام بإصلاحات جريئة، لأن كل تأخير سيكون مكلفا بالنسبة لمستقبل المغرب”.

وعن هذه الإصلاحات، أوضح المتحدث نفسه قائلا: “الإصلاح السياسي والدستوري والاجتماعي هو أساسي، إضافة إلى إشراك المكونات الأساسية في مستقبل المغرب والتوزيع العادل للثروة”.

 منيب و”إسماع صوت المواطنين”

من جهة أخرى كانت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، قد أكدت، في اتصال هاتفي مع “le12.ma، أن “مسيرة الجبهة الاجتماعية المغربية تنظم من أجل أن نقول جميعا كفى من هاته الاختيارات اللاديموقراطية واللاشعبية، ومن تفقير الفقير وإغناء الغني، وكذا من تبديد أموال الشعب، ومن امتداد الأفق أمام الشباب.. لا شغل ولا تعليم ولا صحة ولا أي شيء“.

وأبرزت نبيلة منيب، التي تتواجد، حاليا، في مهمة رسمية خارج البلاد، أن هذه المسيرة هي من أجل قول “لا لكل هاته الأمور، وكذلك من أجل أن نسمع صوت المواطنين، الذين يعانون لمن بيده اليوم السلطة، وكي ينتبه لأن هناك حراكات شعبية وحتى بشهادة المندوبية السامية للتخطيط”.

وأكدت نبيلة منيب، في معرض حديثها، أن هناك أكثر من 50 احتجاج يوميا في المغرب، محذرة من أن تتحول هاته الاحتجاجات إلى ما وصفته بـ”الانفجار العارم يمكنه أي يأتي على الأخضر واليابس”، داعية إلى “الاستماع إلى صوت الشعب والإجابة على المطالب المستعجلة، وتخطيط انتظارات هذا الشعب، لأن أساس السلطة، هو أن نحكم لمصلحة الشعب وليس ضده”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *