سعد المتولي -الدار البيضاء

عبّر عدد من سكان حي “الفردوس2” في مقاطعة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء عن غضبهم واستيائهم مما آلت إليه بحيرة الفردوس، التي باتت تشبه “مستنقعا” يتم فيه تفريغ المياه العادمة.

واستنكر السكان، في شهادات استقتها “le12.ma”، انتشار الروائح الكريهة من البحيرة القريبة من التجمعات السكينية، ما جعلهم يطالبون في أكثر من مرة السلطات المحلية بالتدخل لإنقاذ البحيرة والكائنات الحية التي تعيش فيها.

وكشف المتضرّرون أن هذه البحيرة أصبحت “مستنقعا” وصار السكان في المنطقة يسمونها حاليا “ضايْة الموتْ” وأنه في حال عدم تدخل الجهات المعنية لحل مشكل المياه العادمة فإن الأمر سيتطور إلى ما لا تحمد عقباه.

من جانبها، قالت مصادر حقوقية لـ”le12.ma” إن “البحيرة، التي تفوق مساحتها 90 ألف متر مربع، كانت عبارة عن مقلع للحجارة التي استعملت في أكبر أوراش الدار البيضاء، منها ميناء الدار البيضاء والمركب الرياضي محمد الخامس. وبعد زحف الإسمنت إليها وبعد التعامل والتصرف العشوائي والإهمال المطلق تحولت من بحيرة كانت تعجّ بالحياة وتجمع الأسماك والطيور المهاجرة وبعض الأنواع النادرة من الإوز، كالدجاجة السلطانية، والتي لا توجد إلا في ضاية الألفة وحوض لوكوس.

 وأضاف المتحدث نفسه راثيا الوضع: “عملت كمتطوع وفاعل جمعوي وناشط حقوقي على تقديم عدة شكايات واستنكارات ما زلت أحتفظ بوصول إيداعها، لكنّ دون جدوى، فالجمعيات المحلية لم تستطع تقديم أي إضافة ولم تقم بأي مجهود يذكر، باستثناء بعض المواطنين الشرفاء الذين راسلوا مصالح متعددة حول الضاية”.

من جانبها، كشفت سليمة التدلاوي، إحدى المتضررات، أنها عانت ولا تزال تعاني من الوضع الكارثي للبحيرة، مناشدة الجهات المعنية التدخّلَ فورا لإيجاد حلّ للبحيرة. وقالت: “أنا من سكان الفردوس، وبالضبط قبالة البحيرة، وأؤكد أن الوضع كارثي فعلا من جهة روائح وحتى من الجانب الأمني”، مضيفة “كون يرجع بيَ الزمن للوراء مستحيل نسكن تماك، غير شنيولة هلكاتني وهلكات وْليداتي.. الوضع لا يطاق”.

يشار إلى أن بحيرة “الفردوس” أو “الضاية” تعد أحد المواقع الرطبة النادرة وتوجد في موقع جد مهمّ في قلب الدار البيضاء. وتتميز البحيرة، بغنى ثروتها الحيوانية، لكنها تعرف إهمالا كبيرا وامتدت إليها الأيادي لتهديد كافة أنواع الحياة الطبيعية فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *