الرباط- جواد مكرم

بعد فشله في تصفية حساباته مع حكيم بنشماس، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عن طريق الدفع بحزب الاستقلال إلى خوض معركة انتخابات رئاسة مجلس المستشارين، عاد حزب العدالة والتنمية للعب آخر أوراقه بعدما أعلن، قبل قليل، عن ترشيح المستشار البرلماني نبيل شيخي للتنافس على اعتلاء كرسي الرجل الرابع في هرم الدولة.

وقال سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الأمانة العامة للحزب اجتمعت اليوم الأحد، في لقاء استثنائي، خصص حيز كبير منه لموضوع انتخابات رئاسة مجلس المستشارين.

وأضاف العمراني، في تصريح لموقع الحزب، أن موضوع انتخابات رئاسة مجلس المستشارين عرف تداولا عميقا، مردفا أن “الأمانة العامة بعد التصويت السري، قررت بأغلبية كبيرة تقديم حزب العدالة والتنمية لمرشح عنه لهذه الانتخابات، وأسفر تصويت ثان عن اختيار نبيل شيخي لهذه المهمة”، وتابع أنه سيصدر لاحقا بلاغ للأمانة العامة في الموضوع.

واعتبر مراقبون أن “صفعة” الاستقلال للبيجدي افقدت قادةَ الأخير البوصلة السياسية وهم يزكّون ترشيح شيخي لانتخابات اعتلاء كرسي الرجل الرابع في هرم الدولة، مجردا من دعم أحزاب الأغلبية، وقفزا على التعاطي الاخلاقي مع موقفها من هذه الانتخابات ومن الأدوار الدستورية للمعارضة في البرلمان.

ويرى مراقبون أن قيادة “لامبة” ترمي من وراء ترشيح شيخي لمنافسة حكيم بنشماس إلى “تسجيل موقف” من ترشح زعيم “البام ” لا غير، رغم إدراكها بضعف حظوظ مرشحها في الحصول حتى على أصوات فرق أحزاب الأغلبية، التي يقودها حزب العثماني.

ويقدر مراقبون أن حزب العدالة والتنمية بترشيحه للمستشار البرلماني الشيخي أكد، من جديد، نزعة الهيمنة على المناصب الإستراتيجية التي تسكن قادته وزيف شعاراته بخصوص إعطاء المعارضة المكانة التي خصها بها دستور 2011.

واعتبر مراقبون، في تصريحات لموقع “le12.ma” أن ما أقدم عليه قادة “البيجيدي” سيوسع لا محالة هوة الفُرقة بين مكونات الأغلبية، التي رفضت غالبيتها في اجتماعها الأخير تزكية مرشح عنها احتراما للمكانة التي خَص بها الدستور المعارضة، والتي لا يمكن معها أن تترأس الأغلبية مجلسي البرلمان معا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *