المحلل السياسي أحمد الدافري اعتبر أن احتفال العدالة والتنمية، بالغنوشي لا علاقة له بالدفاع عن الوحدة المغاربية كما زُعِم، بل هو تعبير عن ولاء إيديولوجي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. 

الرباط-le12.ma 

أثارت مشاركة ضيوف من ذوي مواقف تشوش على المصالح العليا للمغرب السبت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، ردود فعل غاضبة لدى وجوه بارزة وسط النخبة الإعلامية المغربية.

وجرت مشاركة، رموز مغاربية في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في مؤتمر حزب إبن كيران، إنتقادات واسعة ضد البيجيدي.

 وفي خطوة إعتبرها البعض إستفزازية لشعور السواد الأعظم من المغاربة، لم يكتفي حزب «المصباح»، بإستضافة هؤلاء الوجوه الإخوانية، بقدر ما  حوّل مؤتمره، إلى منصة إحتفاء بهم.

وفي مشهد لافت، ردد مناضلو الحزب شعار “الغنوشي ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح”، في تحية موجهة لراشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، القابع حالياً في السجن على خلفية صدامات سياسية مع الرئيس التونسي قيس سعيد.

غير أن المفارقة، كما أشار محللون ومراقبون، أن الغنوشي الذي يحتفي به أبناء عبد الإله بن كيران، سبق أن دعا خلال حوار مع قناة العربية سنة 2021 إلى قيام اتحاد مغاربي مصغّر يضم تونس والجزائر وليبيا، متجاهلًا المغرب وموريتانيا، وهو ما اعتبر وقتها موقفًا صريحًا بإقصاء المغرب من المشروع المغاربي.

احتفاء إيديولوجي أم انحراف سياسي؟

المحلل السياسي أحمد الدافري اعتبر أن احتفال الحزب بالغنوشي لا علاقة له بالدفاع عن الوحدة المغاربية كما زُعِم، بل هو تعبير عن ولاء إيديولوجي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. 

وأضاف، في تدوينة له،  أن تبرير هذا الاحتفاء بالرد على استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو، لا يعدو أن يكون تضليلًا واضحًا للرأي العام المغربي.

بدوره، ذكّر الصحفي المغربي المقيم بباريس، محمد واموسي، بموقف الغنوشي العدائي السابق للمغرب، متسائلًا بسخرية: “هل يعتقدون أن المغاربة عندهم ذاكرة السمك؟”.

واموسي انتقد بشدة أيضًا مشاركة الإخواني الموريتاني محمد ولد الحسن الددو في المؤتمر، مذكّرًا بتصريحاته المسيئة للمغرب، حين شبّه اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء باعترافها بسيادة إسرائيل على القدس والجولان، معتبرًا هذا الاعتراف “بلا أثر قانوني”.

مؤتمر على إيقاع الاستفزاز

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد سراج الضو أن عبد الإله بن كيران، من خلال استدعاء شخصيات إخوانية معروفة بعدائها للوحدة الترابية المغربية، إنما يؤكد ارتهانه لخيارات أيديولوجية ضيقة لا تراعي المصالح الوطنية.

وأشار سراج الضو إلى أن ولد الددو، الذي يقيم بقطر، معروف بعدائه الشديد لمغربية الصحراء، فيما الغنوشي كان من بين أبرز الداعين إلى استبعاد المغرب من أي مشروع مغاربي، وهي التوصيات التي حاولت الجزائر استثمارها دون جدوى.

ازدواجية الخطاب السياسي

في ظل كل هذه المعطيات، تبرز مفارقة صارخة في خطاب العدالة والتنمية: الحزب الذي يجاهر المغاربة بالدفاع عن الوحدة الوطنية، هو نفسه الذي يحتفي بشخصيات من تنظيم الاخوان المسلمين، أساءت للمغرب وشوشت على قضاياه الحيوية.

لابل، قد تكون تلك الشخصيات، قد هدمت معنويا خيمة مؤتمر حزب العدالة والتنمية، من داخل مركب “بوزنيقة” قبل نهاية أشغاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *