كان موقف مدرب النادي القسنطيني لافتًا من حيث الهدوء والاحترافية. الرجل اعترف بأفضلية الخصم، واستبعد، دون مواربة، قدرة فريقه على العودة في الإياب أمام نهضة بركان.
اعتراف يُحسب له، لكنه يعكس أيضًا حجم الصدمة التي تلقاها الفريق الجزائري، ليس فقط من نتيجة المباراة، بل من الطريقة التي بدأت بها وانتهت.
لم تكن رباعية نهضة بركان في شباك النادي القسنطيني مجرد انتصار كروي في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، بل كانت رسالة قوية مفادها أن كرة القدم ليست فقط لياقة ومهارة، بل أيضًا ذكاء وابتكار، بل وحتى مفاجأة تكتيكية من العيار الثقيل.
في 11 ثانية فقط، تحولت ركلة البداية إلى درس في الجرأة والانضباط والتخطيط. سجل الفريق المغربي هدفًا تاريخيًا أربك كل التوقعات، وأسقط الفريق الجزائري نفسيًا ومعنويًا قبل أن تُلعب فعليًا دقائق المباراة. الهدف، الذي سُمي بحق بـ”هدف من حجرات الملابس”، لم يكن مجرد صدفة، بل ثمرة قراءة ذكية للخصم، وتطبيق فوري لخطة محكمة صُممت لتصعق الدفاع في لحظة غفلة.
الرباعية لم تأتِ من فراغ. كانت امتدادًا لتفوق واضح على مستوى التنظيم التكتيكي، والانسجام الجماعي، والجاهزية الذهنية. نهضة بركان لم يكتفِ بالفوز، بل فرض شخصيته، وسيطر على مجريات اللعب، ووجّه رسالة واضحة مفادها أن الألقاب لا تُنتزع فقط بالمهارة، بل بالاستعداد الذهني والعقلي، وبامتلاك روح الفريق.
من جهة أخرى، كان موقف مدرب النادي القسنطيني لافتًا من حيث الهدوء والاحترافية. الرجل اعترف بأفضلية الخصم، واستبعد، دون مواربة، قدرة فريقه على العودة في الإياب.
اعتراف يُحسب له، لكنه يعكس أيضًا حجم الصدمة التي تلقاها الفريق الجزائري، ليس فقط من نتيجة المباراة، بل من الطريقة التي بدأت بها وانتهت.
نهضة بركان اليوم لا يبحث فقط عن التتويج الثالث في كأس الكونفدرالية، بل يقدم نموذجًا عن تطور كرة القدم المغربية، التي باتت تدمج بين العمل القاعدي والاحتراف الفني، وبين الانضباط الخططي وروح المغامرة.
قد تكون مباراة قسنطينة شكلية على الورق، لكن التحدي الحقيقي أمام الفريق البركاني اليوم هو الحفاظ على هذه الروح، ومواصلة التطور، دون الوقوع في فخ الغرور أو الاطمئنان. لأن الفرق الكبيرة لا تصنع التاريخ بلحظة، بل تكرّسه بالاستمرارية.