ما وقع، ويقع في سوريا، ولاسيما بهذه السرعة، وهذا التتالي، وبالرجوع إلى السنوات الماضية، يجعل أي محلل ذي عقل راجح يتريث كثيرا جدا كي يعطي رأيه.

*يونس الخراشي

في تقديري الخاص، وهذا قلته مرات، ولاسيما إثر ما وقع في السنوات الأولى للعشرية الماضية، فإن تحليل أي حدث كان وهو ما يزال قيد التشكل، ولاسيما حين يكون مشدود الصلة بالعديد من الجهات، وتتشابك فيه الخيوط، وتتداخل فيه المصالح، يعد ضربا من الرجم بالغيب.

ما وقع، ويقع في سوريا، ولاسيما بهذه السرعة، وهذا التتالي، وبالرجوع إلى السنوات الماضية، يجعل أي محلل ذي عقل راجح يتريث كثيرا جدا كي يعطي رأيه، ويقدر الأشياء حق قدرها، ويحكم عليها، ويتوقع المآلات التي قد تؤول إليها، في الأخير.

كنت أشاهد قناة الجزيرة يوم أمس في ما أظن؛ وشاهدت غيرها كي أرى من خلال الزوايا المختلفة، والتعبيرات المتباينة، خيوطا أتتبعها لـ”أفهم” ما يقع، فإذا بزميل صحافي في البلاطو يسأل ضيفا له من تركيا، عن رأيه في المشهد، وإذا به يقول له: “لا يمكن القول إن الجيش سقط. هو يتلقى أوامر بالانسحاب، فينسحب“.

سأله الصحافي: “في رأيك، لماذا؟ مع أن ما نراه يقول العكس، أو تقريبا العكس”. قال الضيف: “لا أملك جوابا. لا أملك جوابا“.

في تجربة سابقة لي مع الحرب على العراق. وكنت أتابع يوميا، وبالحذافير، وأكتب أيضا. اتضح لي في النهاية أن أكثر ما يجري أمام الأعين، هو الجانب الأصغر في المشهد.

أما ما يجري في الظل، فهو 99 في المائة من المشهد. ومع ذلك.

فمن حق أي كان أن يحلل، وفق ما يراه، ويخرج بالخلاصات التي يراها.

ويبقى أعز ما نرجوه، ألا يقع لسوريا ما وقع لغيرها من بلدان ما تزال تضج بالحرب والدماء، ولا يعرف لها حدود أو سماء أو أفق.

والله أعلى وأعلم.

*كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *