أكدت زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري، أن قطاع الصيد البحري أصبح ركيزة استراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في الأقاليم الجنوبية، بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس.
وقالت الدريوش، في كلمة لها، أمس الجمعة بالداخلة، في إطار الدورة الرابعة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي- الصحراء”، إن “السياسة المعتمدة تحت قيادة الملك في الأقاليم الجنوبية تتميز بمقاربة مندمجة ومتعددة القطاعات لصالح اقتصاد أزرق مستدام، وذلك بفضل تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية”.
كما سلطت الضوء على المبادرة الملكية للفضاء الأطلسي، الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مشيرة إلى أنه تم ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية للموانئ، لا سيما من خلال تشييد ميناء الداخلة الأطلسي، حيث خصص للمشروع نحو 10 ملايير درهم والذي من المقرر الانتهاء من أشغاله سنة 2028.
كما توقفت عند الإنتاجية السمكية التي بلغت 1.42 مليون طن سنة 2023 بقيمة تجاوزت 15.2 مليار درهم، موضحة أن 80% من الكميات المصطادة على المستوى الوطني مصدرها من موانئ ومواقع الأقاليم الجنوبية.
وأضافت أن القطاع يستقطب استثمارات كبيرة، من خلال صادرات بلغ مجموعها 31 مليار درهم سنة 2023، مما يعزز حصته في الصادرات الوطنية من الأغذية الزراعية والصادرات القادمة بشكل رئيسي من وحدات المعالجة بالجهة. وشددت على أن هذه الإنجازات هي ثمرة نسيج صناعي في تطور مستمر بلغ 518 وحدة معالجة في 2023، 34% منها في الأقاليم الجنوبية.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الدريوش إلى أنه منذ 2010، حقق مخطط “اليوتيس” المخصص لقطاع الصيد البحري إنجازات ملموسة ومشجعة، موضحة أنه على مستوى الاستثمار، تم تخصيص ميزانية إجمالية تزيد على 8,5 مليار درهم لتمويل جميع البرامج المندرجة ضمن استراتيجية القطاع من بينها ما يقارب 2.6 مليار درهم منحت لمشاريع أنجزت في الأقاليم الجنوبية.
كما توقفت الدريوش عند التعاون جنوب-جنوب في قطاع الصيد البحري، مشيرة إلى أن المغرب، باعتباره قوة إقليمية رائدة في قطاع الصيد البحري (الأول إفريقيا)، ملتزم بالاستدامة من خلال برامجه ومبادراته المختلفة.
وفي السياق، ذكرت بأن المملكة أبرمت العديد من اتفاقيات التعاون بين المغرب وأزيد من 18 دولة بالقارة الإفريقية، تسمح بتنظيم التكوين وتبادل الخبرات والتجارب، مشيرة إلى أنه تم إنجاز خمس بنيات تحتية للتفريغ والتسويق لفائدة الصيد التقليدي في أربعة بلدان (السنغال وكوت ديفوار والغابون وغينيا).
وأبرزت الدريوش الإنجازات التي حققها المغرب بفضل التوجيهات الملكية السامية، التي جعلت استدامة الموارد البحرية في صلب الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصيد البحري، مشيرة إلى أن إرادة المملكة، كفاعل رئيسي، في إفريقيا، للتعاون داخل مختلف الهيئات تعتمد على الخبرة الكبيرة المكتسبة بفضل الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصيد البحري “اليوتيس” التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2009، وخارطة طريق تنمية القطاع 2020-2030، لجعله رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وتنعقد الدورة الرابعة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي- الصحراء”، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وذلك تحت شعار: “الملك محمد السادس: 25 سنة من الرؤية الملكية، 10 سنوات من النماء بالأقاليم الجنوبية، زخم تقدم وطني وقاري”.